أثينا السوداء: قضيّة الأقليّات والمختلفين في العالم العربي (الكتيّب)

اضغط هنا لتنزيل الكتيّب

يتألف الكتيّب من سلسلة مقالات نُشرت على صفحات المدونة، خلال شهر كانون الثاني 2011، وتناولت قضيّة الأقليات والمختلفين في العالم العربي.  يُضيء الجزء الأول على أوضاع الأقليات في دول المشرق العربي وممارسات الانظمة العروبية تجاه تلك المجموعات. أما الجزء الثاني، فهو يتناول مسألة الأقليات الإثنية والثقافية والدينية من المحيط إلى الخليج، مروراً ببلاد النيل. بينما الجزء الثالث، فهو ينتقل من قمع الأقليات الإثنية والدينية والثقافية إلى الأقليات الفكرية والجندريّة والجنسية وغيرها كالمثليين والعلمانيين واللادينيين والملحدين وغيرهم من معتنقي التيارات الروحية المغايرة، إضافة لقمع العمال الأجانب الذين يعيشون في تلك البلاد بلا الحد الأدنى من الحقوق الإنسانيّة.

الجزء الأخير، أي الخاتمة، تُحاول الإجابة على سؤال “متى نخرج من العصور الظلاميّة؟”.

أنقر هنا من اجل تنزيل الكتيّب (هنا)

أثينا السوداء: عودة تانيث (4/4)

الأحاديّة تحتل المشهد العربي برمّته. ذهنيّة لا تتحمّل التعدديّة والتنوّع. ذهنيّة “الذمية” تستولي على الثقافة. أنظمة الحزب الواحد، التي تحمل الفكر القومي العربي وغيرها، تسعى إلى تعريب كل شيء، وإلغاء الثقافات والإثنيّات الغير عربيّة. لا تتحمّل وجود أحزاب لديها رؤى مختلفة للإنسان، المجتمع والحياة. ترفض التعدديّة السياسيّة. وتخوّن كل معارض لأنظمتها. ترفض أن يشاركها طرف آخر في السلطة. هي أحزاب قوميّة تحكم بقبضة من حديد. وتحوّل كل “آخر” إلى ذمّي ثقافي، سياسي وإجتماعي.

مشهد متكرر في العالم العربي

وحيث تغيب سلطة الحزب الواحد، يحتل الدين المشهد. الدين الذي لا يؤمن بالتسامح، والتعدد الفكري والثقافي. يحكم كل الأقليّات الأخرى، من دينيّة، إثنيّة وثقافيّة، كأبناء ذمّة. كأنصاف مواطنين، عليهم حقوق وليس لديهم واجبات. يكفّر كل من يحمل رؤية مختلفة عنه. يحكم المجتمع بنصوص دينيّة “مقدّسة” لا تصلح حتّى للقرون الوسطى. وبإسم الرب، العابس دائماً، “يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر”. يقتل الدين وحركاته السياسيّة كل تعدد فكري، أو أي خارج عن الرؤية الدينية التي يملكها، محوّلاً بذلك كل أقليّة في المجتمع إلى مجرّد مجموعة ذميّة تلتزم بما أرادته لها السلطة الدينيّة-السياسيّة.

وأحياناً، يتحالف نظام الحزب الواحد، (أو العشيرة الواحدة، أو العائلة الحاكمة) مع الدين القروسطي متابعة القراءة “أثينا السوداء: عودة تانيث (4/4)”

أثينا السوداء: قمع الأقليّات الفكريّة، الجندريّة وغيرها (3/4)

في مجتمعات تحكمها أنظمة الحزب الواحد الفاشيّة، وفكر ديني من مخلّفات القرون الوسطى، وتتجذّر فيه البطريركيّة الذكوريّة حتى “النخاع”، لا يتوقّف فيه القمع على الأقليّات الدينيّة والثقافيّة والإثنيّة. فهو يمتد ليطال أقليّات وفئات إجتماعيّة أخرى، على أساس الجندر، الميل الجنسي، أو حتّى اللون.

فنتيجة لكل هذه الخلطة الهجينة التي تحكم مجتمعاتنا، وتكبّل حركته وحريّته، تعتبر المرأة أكثر المتعرّضين للإضطهاد والتمييز الإجتماعي والسياسي، غم أنّها ليست أقليّة على الصعيد العددي. أحياناً، يقمعها التسلّط الذكوري. وأحياناً، يعذّبها رجال الأمن. ودائماً، يخنقها الدين بفتاوى وتشريعات يخجل منها الإنسان.

 

من اعتصام الحركة المثلية في بيروت عام 2009- المصدر: Associated press

أما المثليّون، فُهم، مجرمون بحسب قوانين الدول العربيّة، وتصل عقوبة المثليّة في بعضها إلى الإعدام. هي أكثر الفئات المقموعة والمنبوذة في هذه المجتمعات، لذا يلجأ هؤلاء للعيش في الظل والخفاء بعيداً عن أعين السلطات بكل أشكالها.

ولكن في السنوات الخمس الأخيرة، بدأت تلك الفئات بالخروج من الخزانة، خصوصاً مع تأسيس أوّل منظمة (حلم) متابعة القراءة “أثينا السوداء: قمع الأقليّات الفكريّة، الجندريّة وغيرها (3/4)”

أثنيا السوداء: أقليّات مقموعة من المحيط إلى الخليج (2/4)

نستكمل سلسلة “أثينا السوداء”، بالإضاءة على وضع الأقليّات في كل من بلاد النيل، المغرب العربي والخليج العربي.

في بلاد النيل

في مصر، التي يحكمها نظام حديديّ هجين منذ القرن الماضي، يتكرر فيها مشهد قمع الأقليّات.  فقد استقبل مسيحيّو مصر العام الجديد، 2011، بتفجير إرهابي طال أحد معابدهم الدينيّة وأدّى إلى مقتل العشرات منهم، بعد تهديدات عديدة من قبل بعض المجموعات الأصوليّة الإسلامية. هذا المشهد المرعب كافي لنُعرف عن الوجود المسيحي في مصر.

أوقفوا اضطهاد المسيحيين في مصر

أما بالنسبة للمشهد العام، فالتضييق على المسيحيين والشيعة والبهائيين يعتبر من سياسات النظام المصري. فهؤلاء يتعرّضون للقمع والتمييز إضافة إلى المراقبة من جانب النظام. يواجهون تضييقاً في الوظائف الحكوميّة، وفي بناء وترميم معابدهم الدينيّة. وتحمل أحداث محافظة المينا دلالات تعاطي النظام مع الأقليات، إذ منعت السلطات المسيحييّن من ترميم كنيسة في تلك المحافظة، وقد تلا هذا المنع، أحداث عنف بدأت بين قوات مكافحة الشغب والمسيحيين، وانتهت بأعمال عنف متبادل بين المسلمين والمسحيين. يُذكر إلى أنّ المسيحيين تعرّضوا، ويتعرّضون، للعديد من الإعتداءات، ولم تلقِ الدولة القبض على مرتكبي هذه الإعتداءات ومحاكمتهم، إلاّ في حالات نادرة جداً.

أما في السودان، فالفيديو المسجّل والمسرّب إلى موقع يوتيوب حديثاً، عن جلد رجل شرطة لأمرأة في الشارع، لانّها ترتدي تنّورة قصيرة، يعطينا صورة واضحة عن حقوق الإنسان هناك. أما تعليق عمر حسن البشير على الفيديو، متابعة القراءة “أثنيا السوداء: أقليّات مقموعة من المحيط إلى الخليج (2/4)”

أثينا السوداء: المشرق العربي (1/4)

مع نهاية عام 2010، ودخولنا عام 2011. حدثان كبيران يحملان رمزيّتهما على أصعدة عدّة. الأول، تحقيق حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة نصراً جديداً، بعد إلغاء سياسة “لا تسل، لا تقل”، التي كانت تمنع المثليين والمثليات من الإنضمام إلى الجيش الأميركي . والثاني أحداث تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية (مصر) والتي أدّت إلى عشرات القتلى والجرحى. هذان الحدثان يفتحان أسئلة كثيرة حول وضع المختلفين والأقليّات داخل المجتمعات.

سلسلة “أثينا السوداء”، تُحاول، على أربع حلقات، الإضاءة على وضع الأقليّات الثقافيّة، الدينيّة والإثنيّة في العالم العربي.

منذ أربعينيّات القرن الماضي، والأميركيون يعملون على “تنظيف” قوانينهم من القمع والعنصريّة تجاه الأقليّات الإثنية والعرقيّة. من التعامل مع الأفارقة الأميركيين (السود) وصولاً إلى الأميركيين من أصل ياباني (وآسيوي عموماً). واليوم، تقدّم جديد تحرزه حركة الحقوق المدنيّة في قضيّة حقوق المثليين، الذين كانوا مضطرّين إخفاء ميولهم الجنسيّة خوفاً من فقدان عملهم.

من الحملة ضد القانون التعسّفي

لفتني مقال للكاتب الأميركي، الذي ينتمي إلى التيار التحرري، ريتشارد بارد، نشر في جريدة الأخبار البيروتيّة، حول إلغاء سياسة “لا تسل، لا تقل”، وهذه مقتطفات منه:

“لقد قمت بقراءات عدّة في الأشهر الأخيرة عن النصف الأول من القرن العشرين، وخصوصاً الفترة الممتدة من بداية الثلاثينيات إلى أواخر الخمسينيات. من الجليّ أنّ هناك الكثير مما يجعلنا نفخر بتلك الفترة، وخصوصاً كيف احتشدت الأمة كلها لربح الحرب العالمية الثانية. لكن هذه الفترة أيضاً حفلت ببعض الأفعال المخجلة والمثيرة للغضب من الولايات المتحدة ومواطنيها، تجعلنا نتساءل كيف لم نتعلم الدرس حيال قمع الأقليات. لقد فعلنا أموراً ستجعل «حزب الشاي» يحمرّ خجلاً (ربما لا…) منها إرسال الأميركيين من أصول يابانية إلى مخيمات الاعتقال، إلى المعاملة السيئة تجاه الأميركيين السود، وخصوصاً أولئك الذين خدموا في القوات المسلحة”.

ويعتبر أنّ المسألة متعلّقة بكيف تتعامل البلاد متابعة القراءة “أثينا السوداء: المشرق العربي (1/4)”

أثينا السوداء

قضيّة الأقليات في العالم العربي وثقافة اللون الواحد!


يُعتبر شعب الأمازيغ من أبرز الشعوب التي حملت تأثيراً ثقافياً واسعاً على الحضارات المديترانيّة. لم يقتصر تأثيرهم على الطابع الثقافي للمديتراني، فقد امتدّ ليطال آلهة الحضارات المجاورة لها. “تانيث”، آلهة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، لدى قدماء الأمازيغ، آمن فيها الإغريق أيضاً. وعُرفت لديهم بإسم “أثينا”. وقد أشار هيرودوت وأفلاطون إلى أنّها نفسها “تانيث” الأمازيغيّة. ولاحقاً، سميّت أعظم مدينة إغريقيّة على إسم آلهة الخصوبة الأمازيغيّة: أثينا.

ولكن، ماذا عن الآن؟

Temple of Tanit (Tunisia). source: flickr- By Ken and Nyetta

الأمازيغيّة، الحضارة التي رسمت ملامح المديتراني، لم تسلم من التعريب والتشويه الذي مارسته الأنظمة السياسيّة العروبيّة تجاه المجموعات الثقافيّة والإثنيّة المختلفة في العالم العربي. فقد عملت الانظمة العروبيّة التي حكمت المغرب العربي طوال نصف قرن على طمس الثقافة الأمازيغيّة، بدءاً متابعة القراءة “أثينا السوداء”