يبدو أنّ القضيّة الفلسطينيّة، تدخل هذه الايام في مرحلة جديدة من الهزائم الكبرى. مرحلة خروج الأصوليّات الدينيّة الجديدة إلى الميدان. وبين الضفّة الخاضة لسلطة فاسدة، وغزة التي تحكمها فاشيّة دينيّة، تضيق فلسطين، وتصغر.
هذا الشهر، يؤرّخ لمرحلة جديدة في حياة فلسطين. مرحلة لا تبشّر بالتحرير، ولا بالحريّة. مرحلة تصفيّة كل مقاوم لا يحمل السلاح، وكل مؤمن بفلسطين خارج الرؤية الدينيّة. مرحلة خنق الحريّات باسم التحرير. مرحلة نقاء ديني مقيتة في مواجهة نقاء ديني آخر.
اغتيل المخرج والناشط الإسرائيلي- الفلسطيني جوليانو مير خميس، يوم الاثنين 4 نيسان، على يد “ملثّم” مجهول، أثناء خروجه من مسرح الحريّة، الذي كان قد أسسه، في مخيّم مدينة جنين، في الضفة الغربيّة.
حتى الآن، لم يتم التعرّف على هويّة القاتل. كل الترجيحات تُشير إلى تورّط أيدي محليّة دينيّة في اغتياله. وهذا ليس مُستبعد عن الحركات الدينيّة في بلادنا، التي نشأت على ذهنيّة اغتيال الكوادر الثقافيّة والفكريّة باسم الدين ومُحاربة أعداء الله. هكذا، تم تصفية جوليانو بأيد باردة، لتخسر المقاومة الفلسطينيّة اللاعنفيّة متابعة القراءة “كي لا تتكرر نماذج حزب الله وحماس!”