حمزة كاشغري في مواجهة الاستبداد الديني


مازال الكهنة وأصحاب العمائم، في السعوديّة، يحتكرون كل شيء. يُسيطرون على السلطة، بكل مفاصلها. يتحكّمون بكل شيء: الحيّز العام، البلاد، والإنسان. وكل اختلاف، إن كان دينيّاً، ثقافيّاً، أو فكريّاً، مرفوض، من أيّة جهة أتى.

هكذا، لم يحتمل هؤلاء بضعة أسطر صغيرة كتبها الكاتب الشاب حمزة كاشغري على موقع تويتر. بضعة أسطر “عاديّة”، لا تحتمل التأويل ولا حتّى “السلبيّة”، تم تصنيفها على أنّها مُسيئة لنبيّ الجزيرة. وعليه، قامت الدنيا ولم تقعد في السعوديّة، وكأنّ العالم شارف على الإنتهاء. أجهزة الدولة، من أعلى هرمها، طالبت ماليزيا، بتسليمها كاشغري، عندما كان ينتقل إلى نيوزيلندا، من أجل الحصول على لجوء سياسي هناك. انصاعت ماليزيا للسعودية، وهكذا أصبح الشاب بقبضة الكهنة، الذين أتهموه بالإساءة إلى نبي الجزيرة. وهو الآن، ينتظر محاكمته بتهمة الردّة والإساءة إلى نبيّ الجزيرة. ومن ناحية ثانية، انتفض المجتمع مطالباً بالقصاص من كاشغري حيث أنضم خلال ايّام حوالي 13 الف شخص إلى صفحة  “الشعب يريد القصاص من حمزة كاشغري” على موقع الفايسبوك.

بضعة أسطر من أحد الشبان الشجعان هزّت عرش المملكة. قد لا يُصدّق احفادنا، بعد عدّة عقود، أنّ الكلمات الآتيّة استطاعت أن تُلهب المجتمع بأكمله:

التويتات التي نشرها كاشغري على تويتر

وفي خضم المواجهة الباردة بين التيار الديني والتيار الليبرالي (وغيرهم من المختلفين) في البلاد، يبدو أنّ الدينيين أخذوا قضيّة كاشغري لينقضّوا على الليبراليين (والمختلفين)، ليكسبوا نقاطاً رابحة في المعركة، خصوصاً وأنّ التهمة الموجّهة إلى كاشغري تُلهب غريزة المجتمع ومشاعره الدينيّة. هكذا، يصبح حمزة كبش محرقة في معركة يُريد الدينيّون الفوز بها، لتبقى البلاد تحت قبضتهم الحديديّة.

لسنا هنا في موضع تقييم ما قاله كاشغري، ولا في تاويل إن كان قد أساء لنبي الجزيرة أم لا. الدفاع عن حمزة ينطلق من الدفاع عن الإنسان وحريّته في التعبير، المعتقد، والإيمان. عن حقّه في الحياة، والعيش خارج الأطر المفروضة من الشرائع مهما كان اسمها.

للأسف، العالم القابع ما بين الأزرقين شبه غائب عن ما يجري هناك. قد يكون الناشطون منشغلين بقضايا بلدانهم الداخليّة، خصوصاً وأنّ الطغاة يُحاربون لآخر رصاصة، ولكن ذلك لا يُبرّر ضعف التضامن مع قضيّة حمزة، الذي قد يواجه الإعدام على يد أصحاب العمائم.

***

غرافيتي في القطيف

في الأشهر السابقة، ظهر غرافيتي على جدران مدينة القطيف، إذ  كتب أحد المجهولين بالخط الأحمر “أكبر سجن في العالم.. السعوديّة”. هذه العبارة المقتضبة، تختزل قصّة بلاد أصبحت سجناً لجميع قاطنيها.

الكاتب: Hanibaael

Writer. Content Creator & Fire Performer

5 رأي حول “حمزة كاشغري في مواجهة الاستبداد الديني”

  1. استطاع حمزة كاشغري ان يعري النظام البائد القمعي الوحشي في السعودية اكثر مما كان عاري .. ذنبه انه ليس ابن امير او ابن سلطان .. ذنبه انه حر من عامة الشعب !

    إعجاب

  2. حـــاشــاك يــا رســول الله :.: بــأبــي أنــت وأمــي يــا رســول الله :.: صلَ الله عليك وسلم

    إعجاب

  3. السعوديه اجمل بلد في العالم انا عشت تحت سماها وشفت الخير اللي السعوديين عايشين فيه يكفي ان الملك العادل عبد الله بن عبد العزيز محبوب الشعب المغربي ملككم احب الملك عبد الله بن عبد العزيز واحب السعوديه وردا على المرتد حمزه ماقول الا حسبيا الله عليك لو حرمت من نعمة من نعم الله عليك اقلها دخولك للحمام اكرم الله السامعين المؤمنين بالله ورسوله ستعرف ان الله موجود وان نبي الله محمد صلوات الله عليه اكرم خلق الله بابي انت وامي يارسول الله وانا مااعرف اعبر بس اقول اللي يعتبرها حريه انا اعتبره مرتد

    إعجاب

  4. سلام عليكم …

    انامابقول اني ملتزم ((مطوع)) والا متشدد..

    لكن كل شي الا رسول الله وحمزه من المرتدين ويجب تطبيق الحد فيه..

    وياأسفي ان اسمه على اسم عم رسول الله ..

    حنا انقهرنا وقاطعنا على الدينمارك ويطلع لنا واحد من بيننا ..

    لكن مانقول الله الله يشل يده الي كتب بها

    ((ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا )))..

    إعجاب

أضف تعليق