Selfie: روح العصر


لماذا تجسّد الـ Selfie عزلتنا ووحدتنا؟

لم ينتبه الشاب جارد مايكل بأنّه يقف على خط القطار السريع عندما وقف ليلتقط “سِلفي” (Selfie). لا نعرف ما إذا كان سيء أم سعيد الحظ. من ناحية، مرّ القطار في اللحظة التي أراد بها التقاط صورته بنفسه وهي لا تحتاج لأكثر من ثوانٍ معدودة، ومن ناحية ثانية، استطاع سائق القطار بإبعاده عن السكّة عبر ركله على رأسه. هكذا نجى جارد من موته المشؤوم، ليكون بمقدوره التقاط “سِلفي” اخرى ليشاركها مع أصدقائه وأحبائه.

لهذه الدرجة أخذت “السِلفي” من انتباهنا، ولكن من أين جاءت هذه الظاهرة البصريّة التي أنخرط فيها الجميع دون استثناء، من الناس العاديين إلى المشاهير مروراً برجال الدين والسلطة. أغلب الذين نعرفهم قاموا على الأقل لمرّة واحدة بالتقاط “سِلفي”، فهي حسب تعريفها “التقاط صورة ذاتيّة، عبر هاتف ذكي (أم كاميرا الكمبيوتر)، ومشاركتها على وسائل الإعلام الإجتماعي.

السِلفي (Selfie)، كأحد الأمراض الحديثة، قد تكون أكثر معبّر عن روح العصر الذي نعيش فيه. هي الرمز البصري الذي يختصر العقد الأخير ونسبيّاً المرحلة الجديدة التي نحن، كأفراد، قادمون عليها. هذه بعض عناصر هذا المشهد:

الفردانيّة: تقوم السِلفي، أو الشخصورة كما يعرّبها البعض من الكتّاب، على فكرة أنّ الفرد يقوم بالتقاط صورته متابعة القراءة “Selfie: روح العصر”