أثينا السوداء


قضيّة الأقليات في العالم العربي وثقافة اللون الواحد!


يُعتبر شعب الأمازيغ من أبرز الشعوب التي حملت تأثيراً ثقافياً واسعاً على الحضارات المديترانيّة. لم يقتصر تأثيرهم على الطابع الثقافي للمديتراني، فقد امتدّ ليطال آلهة الحضارات المجاورة لها. “تانيث”، آلهة الخصوبة وحامية مدينة قرطاج، لدى قدماء الأمازيغ، آمن فيها الإغريق أيضاً. وعُرفت لديهم بإسم “أثينا”. وقد أشار هيرودوت وأفلاطون إلى أنّها نفسها “تانيث” الأمازيغيّة. ولاحقاً، سميّت أعظم مدينة إغريقيّة على إسم آلهة الخصوبة الأمازيغيّة: أثينا.

ولكن، ماذا عن الآن؟

Temple of Tanit (Tunisia). source: flickr- By Ken and Nyetta

الأمازيغيّة، الحضارة التي رسمت ملامح المديتراني، لم تسلم من التعريب والتشويه الذي مارسته الأنظمة السياسيّة العروبيّة تجاه المجموعات الثقافيّة والإثنيّة المختلفة في العالم العربي. فقد عملت الانظمة العروبيّة التي حكمت المغرب العربي طوال نصف قرن على طمس الثقافة الأمازيغيّة، بدءاً من منع التداول باللغة الأمازيغيّة وصولاً إلى تشويه التاريخ الأمازيغي عبر حذفه من تاريخ تلك الدول واعتباره تاريخاً عربيّاً خالصاً.

يعود تاريخ الحضارة الأمازيغيّة إلى عدة آلاف من السنين، ضاربة جذورها في التاريخ الإنساني، أما اليوم فهي ثقافة تتعرّض للقمع والتهميش والتشويه على أيدي الأنظمة العروبيّة الصفراء.

***

source: L.A. Times

التشويه للثقافات المختلفة في العالم العربي، لم يقتصر على الأمازيغيّة وحدها، فأصحاب اللون الواحد لم يتوقفوا عن قمع الأقليات الإثنيّة والثقافيّة والدينيّة، من المحيط إلى الخليج.

“أثينا السوداء”، هي سلسلة من عدّة حلقات، تنشر خلال شهر كانون الثاني 2011، على صفحات هذه المدوّنة، تتناول قضيّة الأقليّات في كل أقليم من أقاليم العالم العربي.

الكاتب: Hanibaael

Writer. Content Creator & Fire Performer

22 رأي حول “أثينا السوداء”

  1. تحياتي هاني،
    رح بتشوفني مش كثير ع ذات الموجة مع هيدا الموضوع، لا بل رح تشوفني أكثر عم دافع هون وأبداً مش عن الأنظمة العربية ولكن عن مبدأ رح احكي عنّو بالتفصيل
    أولاً حلو كثير استذكار الحضارات والثقافات على أشكالها والحكي عنها وكيف بلّشت وايمتى وشو علمت ووين صارت واذا راحت كيف راحت: كالبربر أو الأمازيغ والمايا وغيرن كثير، شخصياً بعشق اعرف كثير عن هالأشيا
    وبالمناسبة كان حلو تحكي عنهم أكثر أو تحط معلومات أكثر، بكل الأحوال الله يخليلنا الشبكة العنكبوتية والويكي وما شاكل

    أما عن مداخلتي والمبدأ يل رح بتلاقيني رح دافع عنّو فهو التالي:
    في الوقت الذي نشهد فيه هجوماً عنيفاً من الغرب (وأخص بالذكر الأنغلوسكسوني) على العالم أجمع لتطبيق ثقافة اللون الواحد والفكر الواحد والنظام الواحد… تجد محاولات كهذه المحاولة (أثينا السوداء) لتلقي الضوء على تهميش وقمع العرب للأقليات في العالم العربي… والتي من هذا المنطلق أجدها تندرج ضمن خانة الهجوم على العالم لتطبيق ثقافة اللون الواحد، بشكل غير مباشر. حيث أنه يتم محاربة الثقافات التي ما زالت حاضرة وقادرة على المواجهة (مواجهة الغرب) تحت اسم النضال من أجل الأقليات في هذا العالم ليصبح العالم في النهاية عبارة عن لون واحد غالب والباقي كله أقليات وتصبح الثقافة العربية بدورها أقلية…
    فعربياً نقول البحر الأبيض المتوسط ولست أدري حقيقة الهدف من استعمال كلمات ك “المديتراني” بالأبجدية العربية هكذا، طبعاً أنا لا أريد التوقف عند هذا الكلمة هكذا ولكن فقط أضربها مثالاً بسيطاً وقريباً كي لا نبتعد وندخل في تحليل ما يجري حقيقة في هذه المداخلة… وسأحاول في موضوع خاص أن ألقي الضوء بالتفاصيل عن هذه المشكلة.

    وما أريد توضحيه أيضاً هو الفرق بين الحضارة والثقافة وعدم الخلط بينهما وأحيلك الى كتاب علي عزت بيجوفيتش (الإسلام بين الشرق والغرب) لمزيد من المعلومات وبإختصار أكتفي بالقول هنا : أنا الحضارة تتطوّر أما الثقافة فهي تنوّر، ومن هنا من الطبيعي أن تجد حضارات قد انقرضت وتنقرض حتى حضارة البربر اذا القيت نظرة على تطوّرها ستجد أنها نفسها بنفسها الحضارة الأمازيغية انتقلت وتطوّرت على مراحل مختلفة وطبعاً بثقافاتها والأديان حيث تجد الوثنية واليهودية والمسيحية والإسلام… وكان لها عصور نهضة وجرت حروب ومعارك كثيرة مع العرب وغيرهم….

    ومن هنا أعود لتعليقك على الأنظمة العربية (والتي تعرف وأتمنى أن تعرف بأنني لست موالٍ لأي منها ولن أدافع عنها لا بل ستجدني من المعارضين على سياساتها) لأقول بكل بساطة أن لا أحد، لا أحد يستطيع طمس الثقافة إلا أصحابها بعكس الحضارة تماماً، وسأضرب مثالاً للتوضيح هنا: ثقافتي إنسانية، عروبية ولا أحد يقدر أن ينتزعها مني إلا اذا قررت أنا ذلك، أما ممتلكاتي المادية فهي دائماً معرّضة للهجوم والتهميش والسرقة مجرّد وجودها…

    في الوقت الذي نجد الجرثومة الصهيونية تنهش بالجسد الفلسطيني العربي “على عينك يا تاجر” وفي الوقت التي تأتيك الولايات المتحدة الأمريكية بعتادها العسكري لتفرض عليك ديمقراطيتها… تجد للأسف من يحضّر ويساهم مِن المستهدفين أصلاً (من العرب) على فرض اللون الواحد على الكون وليس فقط على الكوكب وسكانه.

    آمل أن أكون قد وضّحت وجهة نظرتي
    عذراً على الإطالة، وشكراً على سعة رحبك
    وكل عام وانت بخير

    إعجاب

    1. مراحب حسين،
      ما فهمت كتير ردّك بس كمان ما فهمت كيف موضوع عن الأقليات بالعالم العربي بيساهم بغلبة اللون الواحد، وكمان عندي اعتراض على تعبير “الثقافة العربية” لأن ما بعتقد فيه شي اسمه ثقافة عربية ولا هوية عربية ولا أمة عربية ولا شعب عربي. ثقافة المشرقي مش متل ثقافة المغربي أو المصري أو السوداني أو الخليجي، فيه فرق كبير وواضح ومش الغرب اللي اخترعه.
      وما عرفت ليش القضية هي “مواجهة الغرب”، وشو المقصود هون بكلمة “غرب”، هل المقصود دول محددة أو ثقافة أو اتجاه سياسي أو شو.
      كمان ما عرفت كيف “الثقافة العربية” هيي اللي قادرة على “المواجهة”، كيف ثقافة معادية لكلّ شي إنساني قادرة تواجه أي شي؟

      ومبلى يا صديقي، الثقافة يتم طمسها ويتم قتلها، مثلاً لمن يجي حدا يمنعك تسمّي ولادك أسماء عربية ويمنعك تعلّم لغتك وآدابك وتاريخ حضارتك لأبناءك ويمنعك من ممارسة دينك وشعارك الدينية بيكون عم يطمسلك ثقافتك بسهولة ، وهيدا اللي عملته العروبة وبعدها عم تعمله مع كل الأقليات بالعالم العربي، ليش مين قال انه العالم العربي مش أقليات؟ كل عمره أقليات بس المرض العروبي بيمنع رؤية الحقيقة، مفش شي اثنياً أو عرقياً اسمه عرب، والعالم العربي فيه أفريقيين وأكراد وشركس وأرمن وأشوريين وسريان وكلدان وأقباط ونوبيين وبربر وأمازيغ وطوارق ومسيحيين ومسلمين ويهود ووثنيين وملحدين وكل شي، وكلهم أبناء هيدي الأرض ومش صناعة الاستعمار ولا وهم استشراقي.

      هيدا موضوع حساس جداً لأن فيه ناس حقيقية صرلها مئات السنين عم تُقمع، هيدي القضية تحديداً مش مسألة فكرية لذلك اعذرني يا صديقي اذا كان تعليقي شوي مفعم بالغضب، مش عليك الغضب 😀

      تحياتي

      إعجاب

      1. مسا الخير طوني
        ويسلملي الغصبان أنا d:

        أول شي لازم تحسمها انت، انو بتعتقد في ثقافة عربية او ما في ثقافة عربية، لأنك قلت بالأول ما ما في شي اسمو ثقافة عربية وأكيد ضارب بعرض الحائط كل شي اسمو منطق يل الظاهر لازم نفتح موضوع نحكي فيه وين الثقافة العربية… وبعدان رجعت قلتلّي انو الثقافة العربية هي ثقافة معايدة لكل شي إنساني لما عم تسألي كيف رح فيها تواجه… بس غريب جداً هالأحكام المقفلة وهالتطرّف بالحكم وصدقاً أول مرة بسمعها منك، الظاهر انو اغضبتك كثير يا رجل.

        بالغرب أكيد مش عم اقصد بلد محدد، ولكل تماماً متل ما قلت ثقافة واحدة وهي ثقافة المادية والمبنية على شريعة الغاب، الكبير بياكل الصغير وكلّو بإسم الديمقراطية وعطول نحو الربح السريع والكثير. إذا بدّك، ويل هي ثقافة منشأها الغرب (أوروبا وبالطبع بالإضافة للولايات المتحدة الأمريكية)
        أما بخصوص سؤالك الأول، قلتها مع اني ورح ارجع وضّحها، كنت قلت انو هيك عمل بشكل غير مباشر بيكون عم بيساهم بغلبة اللون الواحد، لأن هيك مقال عم يحارب اللون العربي ـ الثقافة العربية (يل ما بعرف اذا بتعتقد إذا موجودة أو لأ) والهجوم على الثقافة العربية يعني رح بيكون يمثابة انو لما تروح الثقافة العربية شو بيبقى؟ بس أقليات، لأن لوقت طويل رح يبقى في أقليات عربية مهما حوربت وما بعرف لأيمتى

        وخليني يا طوني احكي شوي عن الثقافة العربية، مع انو لحالها هالخبرية بدّها قعدة :d
        مبلى ثقافة المشرقي مش متل ثقافة المغربي ولا المصري ولا الخليجي وتحتى فرجيك انو مبلى بعرف هالشي، ثقافة اللبناني الجنوبي غير ثقافة اللبناني البقاعي وغير ثقافة اللبناني الجبلي وثقافة أهلي غير ثقافة الجيران… وثقافتي غير ثقافة الكل… ولكل يا صديقي الثقافة متل الشمسية يل تحتها كثير أشيا مختلفة وبتربطها بعضها ببعض أشيا تانية… مثلاً اللغة، مثلاً الموسيقى، مثلاً ومثلاً (برجعلك بالتفصيل بعدان).
        في مرة يا طوني بمنتدى صوتك كتبت شي عنوانو ثقافة منتدى صوتك مش عارف اذا ع وقتك، وبتعرف منيح انو في أشخاص مختلفين بصوتك ولكن بتجمعم أشيا بتخليهم يكونو غير كثير منتديات، هيك بتكون الثقافة…

        أما للحقيقة كيف الثقافة العربية قادرة ع المواجهة، بدّها مداخلة تانية أطول ومش رح اتشعب بالأمور، اذا شفتني نسيت ارجع ذكّرني

        أما بخصوص طمس الثقافة، فصحيح قلت انو لا يمكن نزعها لأنها في حسّية أكثر منها مادية مع أنك لا تنظر لها بهذا الشكل (ثنائية الحضارة ـ الثقافة لا تعني لك شئياً ولا يعنيك الفرق كما ذكرت في نقاشنا الآخر) وبالنسبة الي واضحة الأشيا وأكيد الأنظمة السياسية العربية عم تتعدّى على كثير أشيا مش فقط محاولة طمس الثقافات لا بل طمس الإنسان بحد ذاته وهنا لا أجدها تختلف أبداً عن كل الأنظمة او أغلب الأنظمة السياسية العالمية بغض النظر عما تريد أن تضيف وصفاً للنظام، أستطيع أن اعتبر النظام السياسي الروسي والنظام السياسي الصهيوني،والنظام السياسي الفرنسي، والنظام السياسي التركي والنظام السياسي الهندي والنظام السياسي الصيني… بقى ما بعرف ليش هالأنظمة العربية السياسية رح بتكون مختلفة، لأن في فرق كبير وقت نقول نظام سياسي عربي، ووقت نقول العروبة هيك حاف، أو الثقافة العربية، بعتقد هيدي ما بدّها شرح وتوضيح مش هيك؟

        كملة اضافية للتعليق ع الأقليات، مع انو شرحت (بفكرة الشمسية الثقافة العربية) وطبيعي رح بيكون في أقليات وطبيعي جداً جذورها رح بتلاقيها مشتقة من أشيا تانية تماماً كأي ثقافة اخرى، يعني اذا بدنا نحكي أمازيغ هون، ما الأمازيغ هني عبارة عن أكثر من مجموعة مع بعض، ومش طيف واحد…

        وبعد خبرية ما فهتمها منيح لما قلت انو ما في شي اثنياً او عرقياً اسمو عرب؟ انو هالشي هالقد ضروري؟ وكرمال شو بالظبط؟ للعنصرية العرقية؟ أو شو بالتحديد، يا رجل كل البشر رح يرجعو لحواء الميتوكوندرية، لوين بدّك توصل بالأعراق؟ والأنساب والأصول بس قلّي؟ يا رجل بعد شوي رح اسمعك عم تقلّي انو العرب ما عندن لون بشرة واحدة d:

        تحياتي وعذراً ع الإطالة، بس بتعرف، بالنسبة الي عطول الشغلة فكرية وولا مرة ابعد من هيك، كرمال هيك منحكي بمنطق وفكر كطاوني (مسروقة من هاني)

        إعجاب

        1. مسا النور،

          لحتى وضّح اللي قلته بتعليقي السابق، برأيي ما فيه ثقافة عربية بالمعنى اللي عم تحكي عنه من المحيط للخليج، وما يسمّى بالثقافة العربية هو مجموعة تقاليد وعادات ومجتمع وذهنيّة ما الي الشرف انتمي الها لأن شايفها معادية لكل شي إنساني متل ما قلت. انا مش شايف فيه تناقض بهيدا الكلام.

          إذا أطلقت عليها يا صديقي صفة “أحكام مقفلة وتطرّف”، هيدا رأيك، بس برأيي بعد شي ألفين سنة بقبو التاريخ صار بيحقّلنا نعمل بعض الاستنتاجات الجذرية ونقول الحقائق متل ما هيي، ما بدنا ننسى انه القول انه الأرض مدوّرة كان بفترة من الفترات يُعتبر تطرّف وهرطقة.

          بعدين يا صديقي، مش الغرب اللي خلق الثقافة المادية أو شريعة الغاب أو الربح السريع، ولا الغرب اللي خلق الحرية والعقلانية والعلوم، وكمان لحتى نعمل هيك انتقاد لازم تكون ثقافتنا قدّمت شي روحاني أو فكري أو شي منقدر نقول انه بديل أو متنوّر، لكن شو قدّمت ثقافتنا بآخر ألف سنة غير إحراق الكتب وإعدام الفلاسفة؟ شو قدّمنا غير اننا صرفنا ملايين الصفحات لنحكي عن كتاب من 200 صفحة ما قدّم أي إضافة روحانية أو فكرية للعالم ومعادي للعقل والحرية والمرأة والمختلفين دينياً عنه؟

          بالنسبة للتوضيح حول الأنظمة، عندي مشكلة مع الأنظمة العربية وهيدي بعتقد منتفق عليها منيح، وعندي كمان مشكلة كبيرة مع العروبة بحد ذاتها وهيدي بعتقد ما منتفق عليها (استنتاج مهمّ :D)

          وبالنسبة لقولي انه ما فيه اثنياً اسمه عرق عربي هو كان لتأكيد الكلام عن وهم العروبة. لأن خلّينا نحدّد شو هيي عناصر الهوية العربية؟ اللغة؟ لغتي الأساسية انكليزية. العرق؟ ما فيش أعراق. الدين؟ انا مش مسلم. الأرض؟ الأرض ما الها هوية ثقافية. الجنسية السياسية؟ ما كان الي خيار بانتقائها. العادات والتقاليد؟ كل عادات وتقاليد مجتمعي معادية لكل شي بآمن فيه. الثقافة؟ ثقافتي إنسانية ومش عربية.
          لمن تخبّرني شو هوّي الأساس العلمي للهوية العربية، وتشرحلي كيف الأمازيغي بالجزائر بتجمعه ثقافة واحدة مع الكردي بالعراق أو مع العربي بالسعودية، رح اقتنع معك.

          تحياتي

          إعجاب

  2. صباح الخير طوني،
    انا للحقيقة ما قلت شي بعد شو هيي الثقافة العربية، وبتفرق منيح يا طوني بين انو انت ما بتنتمي الها وبين انك تقول انها مش موجودة أصلاً، وإذا مصّر طبعاً على رأيك بالثقافة العربية انها معادية لكل شي انساني بقى أكيد رأيك هيدا وما بيعني أبداً انو هالشي يكون صحيح، خاصة لما توصل وتقول انو هالقناعة عندك اياها ذات الشي متل انو الارض مدّورة. جد ضحكت هون كثير

    يعني لما حكيت عن الغرب وهو هيك ثقافتو ما قلت اولاً انو هو خلقها لهيدي المادية، أصلاً هيدا الشي لا يخلق خلقاً وإنما يتطوّر، ولكن ما فيك تنكر انو هيي هيك اليوم، هيدا يل قصدتو انو هيدي الثقافة الغربية هيك هي اليوم وهيدا يل بدّها تسوّقو لكل العالم وتنشرو بكل العالم تيصير لون واحد فقط.

    ع كل حال وضحتلي الأشيا أكثر بمداخلتك الأخيرة (تحتى قول مبلى صرنا متفقين أنو نحن مختلفين بأشيا) يعني التركيز عم يكون ع الإسلام والقرآن بحكيك عن العروبة والثقافة العربية، يل طبيعي تشوفها هيك طالما لا تؤمن بها ولا تنتمي اليها، انو كيف بقى شغلات لا تؤمن بها بدّك اياها تعطيك شي روحاني وأفخم شي للحقيقة حكمك ع القرآن وع الإسلام قديشو مقفل وقاطع بانو ما قدّم شي للعقل، ولا للمرأة ولا للمختلفين عنو دينياً… يعني طالما هيك بتشوفها ما لازم نحكي فيها أبداً على هالحالة. على كل حال شخصياً عم حضّر تأحكي عن هول الأشيا توضّح كثير أشيا وانتقد واسأل… واصل فيهم بس شوي شوي، ومش بالقطع ولا بالجزم ولا بالأحكام المقفلة يل بتحكي فيها يل ما بتترك مطرح للنقاش أصلاً، وللحقيقة هيدا الفكر يل عم تحكي فيه هو وجه واحد لعملة واحدة يا طوني : أي التطّرف، تماماً كما الأصولية الإسلامية والوهابية والمؤسسات الدينية الإسلامية يل ما بنتمي الها لا بل بحاربها ورح ضل حاربها…

    وبالعودة لموضوع الثقافة، عم فرجيك انها واضحة طوني، أكيد ما عندي مشكل أبداً انك ما تعتبر حالك أو بالأحرى ما تكون انت عربي او هويتك عربية (وشرحتلي هالشي) بس يل بدّي قولو يا طوني مش معنى انو انت هويتك مش عربية يعني ما في هوية عربية هيدا الشي يل ما بيحقلّك تقولو

    وبعدان أنا ما قلت انو الأمازيغي هو عربي ما انت عم تقولها امازيغي، كردي، ولا الكردي قلت عنّو انو عربي، انا ما دلّيتك ابداً وين هوي العربي، العربي يا طوني كل واحد بيحس انو هو عربي وبيقول عن حالو عربي، متلي انا، بكل بساطة بقلّك انا عربي ولكن أكيد قبلها بقول أنا إنسان عربي… ورح حب كثير اذا بتقلّي شو رح تضيف انت شخصياً وراء كلمة انسان او اضافة لثقافتك الإنسانية (لأن هيدي يل بتجمعنا سوى انت وانا) لأن اكيد في شي تاني، لأن إذا ثقافتك بس إنسانية مطلقة ما كنت بتدافع عن ثقافات أدنى من الثقافة الإنسانية (ما كنت بتدافع عن الأمازيغي وما كنت بتهاجم العربي وبتنفي وجوده على كيفك) لأن يل ثقافتو إنسانية ما المفروض يفرّق بين إنسان وإنسان آخر…

    الحديث يطول جداً
    وللحقيقة شخصياً كثير مبسوط بالحوار معك، يا ريت يكمّل
    تحياتي جداً

    إعجاب

    1. مراحب مرة تانية وتالتة حسّون،
      وانا مبسوط بالنقاش كمان لأن النقاش بهالموضوع قليل ليصير.
      رح تابع الموضوع يا صديقي من مسألة الارتباط بين الهوية والدين، وهالارتباط مش أنا اللي عامله، هالارتباط موجود من الأوّل وكبير لدرجة انه غير قابل للدحض تقريباً، وحتى ميشال عفلق المسيحي الأصل واللي أسس أولى الأحزاب العروبية – حزب البعث، لمن سألوه قبل مماته شو هيي “رسالة الأمة العربية” (شعار البعث هو أمة عربية ذات رسالة خالدة)، جاوب “الإسلام”، وكل المفكرين القوميين اللي مرقوا باستثناء أنطون سعاده والقوميين اللبنانيين بيقولوا الإسلام هو روح الأمة العربية.

      بالنسبة للأحكام المقفلة، بالنسبة الي مش مقفلة ومفتوحة للتطوّر بحسب ازدياد معرفتي، بس بالوقت الحالي هيي قناعتي وكونها قناعة صلبة ما بيعني انها متطرّفة، وما بعتقد انه من المنطق مساواة قناعة فكرية بتيار إرهابي بيقمع وبيقتل الناس بالأسواق ونقول انه هودي نوعين متساويين من التطرّف، مش منطق.

      وبالنسبة لرأيي اللي ذكرته بتعليقي السابق بتحمل مسؤوليته كاملة ومنناقش فيه قدّ ما بدّك، ومش مرتبط الموضوع باذا بآمن فيه أو لأ – لأن فيه اشيا روحانية كتير ما بآمن فيها من أديان أخرى أضافت كتير لقناعاتي وحياتي، لكن هيدي خلاصة دراسة أربع سنين بدأت متعاطفة ومرقت بمرحلة حياد ووصلت اليوم لمرحلة خلاصة ما بتعجب معظم الناس ومش متوقع كتار يوافقوا عليها أساساً.
      فينا نناقش اذا بدّك شو جاب الدين الإسلامي شي جديد للعالم، التوحيد؟ موجود قبل الإسلام. الفرائض الدينية؟ معظمها مقتبس عن الأديان الأخرى ولا يشكّل إضافة جوهرية للحياة البشرية. حقوق المرأة؟ كان انتكاسة لحقوق المرأة (وموضوع وأد الإناث معظمه كذبة تاريخية فينا نناقشها بالتفصيل). احترام الآخر؟ قبل الإسلام كان فيه تعددية بالجزيرة العربية أكتر فضلاً عن انه الإسلام كدين يتمحور حول عدم احترام الآخر المختلف مع بعض الاستثناءات القليلة بالنصوص (وكمان فينا نناقش بالنصوص وبالتاريخ قدّ ما بدّك). توحيد العرب؟ هيدا انجاز قومي عمل متله بسمارك ونابليون وكتار بالتاريخ ومش إنجاز حضاري. إقامة امبراطورية؟ كل الشعوب عملت امبراطوريات بالتاريخ. نهضة العلوم والفلسفة؟ هيدي كانت نتيجة ظروف سياسية محدّدة ومش ابداع الأيدولوجية الدينية الجديدة.
      ولحتّى وضّح رأيي أكتر، ما عندي مشكلة مع أي مسلم، لكن بالنهاية كل فكر هو أيدولوجية معيّنة وما بخفي انه عندي مشكلة مع الأيدولوجية الإسلامية متل ما أي شخص ممكن يكون عندو مشكلة مع أي أيدولوجية بالعالم، هلقد حدود الموضوع وعلى الصعيد الشخصي انا ضدّ خوض معارك بهالصدّد لأنها counter-productive ، لكن كمان مع قول القناعات متل ما هيي من دون تجميل.

      وبالاذن من هاني وبالعذر منك لأن عم بستفيض بالتعليقات كتير
      تحياتي صديقي

      إعجاب

      1. مسا الخير طوني، وكل الوقت
        بتعرف في بالعربي مقولة بتقول بما معناه انو الكلمة الها فعل اقوى من الكلمة، يعني الفكر ممكن يكون مؤذي اكثر القتل وأكثر من القمع المادي وأبداً مش عم برر انو لازم يكون في قتل وقمع، ولكن الفكر المقفل يل اعتمدو هو كمان بيوصل لمزيد من الإرهاب، وهون أكثر مسألة حساسة عندي، لأني على قناعة تامة انو ابداً ما بتوصل لنتيجة هيك محاولات، شخصياً بقلّك انو عندك الحق تعتقد بكل شي بدّك اياه وطالما ذكرتلي انو هيدي قناعة عندك وطالما قلتلّي انها مفتوحة للتطور متل ما قلت مع ازدياد معلوماتك، بقى المفروض ما تسكّرها هالقد، وع القليلة تقول “بعتقد” انو الثقافة العربية من أكثر الثقافات يل بشوفها معادية للإنسانية هيك بتكون مفتوحة للحوار، ولكن لما تقول انو هيك فرض مرة على شكل حقيقة انو الثقافة العربية هي معادية لكل شي انساني بقى مش عم تكون عم تخلّي مطرح للنقاش لأنك ما اضفت رأيك ولكن عملتها متل قاعدة ثابتة، المفروض تنطلق من حالك اذا فعلاً سامح لحالك بمزيد من التطوّر وبتقبّل مزيد من المعلومات…

        بكل الأحوال، انا ما خلصت حكي هون، رح حضّر محاولات واعزمك ع النقاش بشكل دقيق ونقطة نقطة، لأن ما فينا نفتح كل المواضيع هون وهيك بهيدي الطريقة غير المنظّمة… وبتصدّق شغلة صديقي، للحقيقة سألتني عن الإسلام شو قدّم للإنسانية ومش رح اكذب عليك وقلّك هياني جايي، وللحقيقة مش رح قلّك اصلاً انو قدّم الإسلام او الثقافة العربية شي للإنسانية بعد ما عندي فكرة تحديدا ووارد جداً يكون ما في شي تقديمات… أنا بحالة بحث وتارك كل الأشيا مفتوحة وعم فتّش وبحبش… بس برفض جداً القطع والجزم والأحكام المقفلة والهجوم العبثي وأكثر شي المحاولات يل المفروض منها انو تكون اصلاحية تلاقيها عم تزيد الطين بلّة… وبالمناسبة ما فيني قول عن حالي مسلم هلّق، يمكن رايح صوب هيدا الطريق ويمكن ما اقتنع بكل شي، ولكن عاطي حالي كل الفرص وبعطي الكل كل الفرص، وبعطي كل الأشيا حقّها وما بحكم ببساطة على الأشيا…
        عم تخبرّني انو قناعتك هيدي اجت من ورا دراسة اربع سنين، ولكن هل هالأربع سنين كافيين؟ يمكن ما تاخد مع الشخص ثانية تحتى يحكم اذا بدّو يحكم، ويمكن تاخد كل العمر… كلّو بيوقف وين عم تشوف بالظبط ولمين عم تقرأ ومين عم تسمع وشو عم تجرّب وقدّيش عم تجرّب وقديش بيسمح الواحد لحالو انو يتجرّد بالأشيا…

        وبالمناسبة، وأبعد من الفضول الشخصي ولكن سألتك شو هي ثقافتك (بالإضافة لإنسانيتك) او هويتك طالما هي مش عربية؟ وما انتبهت انو اعطيتني جواب
        وبعد شغلة اخبرة هون صديقي، عم بقلك انو انا عربي، لأني هيك بحس، هيك أنا، لأني بحكي عربي، لأني بفكّر بالعربي، لأني بقرأ بالعربي، لأني بحلم بالعربي، لأني عربي، وهيدا الشي بالنسبة الي ما بيتعارض ابداً مع انسانيتي وبعتقد فيك تحكم على انسانيتي… بشوف انو عروبتي بتزيد من إنسانيتي شخصياً… وأبداً مش رح بتلاقيني بفضّل عروبتي على إنسانيتي يل هيي هدفي وهي حلمي يل بدّي حققو، كون وضل إنسان قبل أي شي تاني…

        وبذات الوقت، لا بفتخر ولا بخجل بعروبتي، لأنها هيك، يعني مهما شفت أشيا عربية منيحة ما رح تلاقيني رح شوف حالي فيها، وبذات الوقت وهيدا المهم مهما شفت أخطاء وكوارث وانحطاط ما رح اخجل بعروبتي… والسبب بسيط، اذا كل ما شفنا شي شغلة غلط بدنا نترك هويتنا الطبيعية بقى شو بيبقالنا ومن وين بدنا ننطلق وشو بدنا نحسن؟ وعفكرة بنظري هيدي من أهم عوامل الإنحطاط العربي وهي خجل العرب بعروبيتهم (بعرف هالشي ع أيامات فرنسا وشو بيشوف حالو اللبناني انو فينيقي وما الى هنالك) كرمال يهرب من مواجهة الغربي يل بيقلّو ليكو شو بيعملو العرب بدل ما يوقف ويقلّهم ليكو انا شو بعمل وأنا عربي…. وذات الشي للحقيقة هيدي الأفكار يل عم تاخد الإنسان اليوم تحتى يخجل من إنسانيتو ويقول عن حالو انو حيوان وانو الحيوان أفضل وما بقى يعمل فرق بين الإنسان والحيوان، والسبب بسيط كرمال ما ينسب لحالو كوارث البشر يل بيشوفها بدل ما يواجه ويكون ويحافظ ويطوّر انسانيتو ويتنوّر ويقول مبلى أنا إنسان ويكون راضي بينو وبين حالو اقل شي.

        شفت قديش بيطول الحديث… رح اسكت هلّق، ويمكن تلاقي أشيا ما جاوبت عليها بجوابي على هاني احسن ما قول كل شي هون
        ومتل ما قلتلك، ماشي عالهدا أنا… ورح بتلاقيني مكمّل دايماً عالهدا…
        بأمان الدنيا صديقي

        إعجاب

  3. نسيت قول انو اذا القضية قضيّة احساس فأنا أكيد مش عربي :p
    والدفاع عن الثقافة الأمازيغية بوجه العربية هوي دفاع مبدأي من منطلق رفض الإبادة الثقافية لأي شعب، لأن كمان بدافع عن “الثقافة العربية” بالأحواز من نفس المنطلق.
    تحياتي

    إعجاب

  4. تحياتي شباب 🙂

    يبدو انها عامرة جداً. وبيسرني انو الموضوع قدر يثير نقاش واسع ومتشعّب.

    وما عدت عارف من وين بعلّق. ولكن رح علّق باقتضاب على أول مشاركة، كونها مباشرة متعلقة بالنص.

    “في الوقت الذي نشهد فيه هجوماً عنيفاً من الغرب (وأخص بالذكر الأنغلوسكسوني) على العالم أجمع لتطبيق ثقافة اللون الواحد والفكر الواحد والنظام الواحد… تجد محاولات كهذه المحاولة (أثينا السوداء) لتلقي الضوء على تهميش وقمع العرب للأقليات في العالم العربي… والتي من هذا المنطلق أجدها تندرج ضمن خانة الهجوم على العالم لتطبيق ثقافة اللون الواحد، بشكل غير مباشر. حيث أنه يتم محاربة الثقافات التي ما زالت حاضرة وقادرة على المواجهة (مواجهة الغرب) تحت اسم النضال من أجل الأقليات في هذا العالم ليصبح العالم في النهاية عبارة عن لون واحد غالب والباقي كله أقليات وتصبح الثقافة العربية بدورها أقلية…”

    ما بعرف كيف قريت الموضوع بهيدي الطريقة؟ انو الإضاءة على قضية الاقليات بعالمنا العربي هي رفض لطغيان اللون الواحد. وما بعرف كيف لقيتو انو تشجيع لثقافة اللون الواحد.
    وما بعرف كيف قمع ثقافات ومجموعات إنسانية يساهم بمحاربة طغيان اللون الواحد؟
    وما بعرف اياه افضل لمواجهة التحديات الخارجية، (بالنسبة للدول العربية)، قمع جزء اساسي من الشعب؟ ام اعتبار كل الشعب مواطنين كاملين الحقوق تجاه القانون دون تمييز على اسس عرقية وإثنية ولغوية؟

    جزء من تعليقك:

    “في الوقت الذي نجد الجرثومة الصهيونية تنهش بالجسد الفلسطيني العربي “على عينك يا تاجر” وفي الوقت التي تأتيك الولايات المتحدة الأمريكية بعتادها العسكري لتفرض عليك ديمقراطيتها… تجد للأسف من يحضّر ويساهم مِن المستهدفين أصلاً (من العرب) على فرض اللون الواحد على الكون وليس فقط على الكوكب وسكانه.”

    ما هو يا صديقي، بحجّة مواجهة اسرائيل وبحجّة الإحتلال والهجوم الغربي علينا، تم قمع الاقليات، وسيطرة ذهنية اللون الواحد (ثقافياً. سياسياً. دينياً)، وبهيدي الحجّة ضلينا قابعين على هامش التاريخ..
    وما بعرف، عن جديد، كيف هيدا النص هو جزء من الحرب العالمية ع العرب؟ 😀
    صراحة، ذهنية المؤامرة هي ذهنية الها اثارها الكارثيّة على بلادنا وشعوبنا.

    بخصوص المديتراني، او البحر المتوسط. فهو مصطلح يستخدم من زمان بالعربي. وبفضّل استخدم مصطلح مديتراني. وإن كان متوسطي او مديتراني بيبقى البحر ذاتو.
    وكتير مصطلحات لاتينية او انكليزية او غيرها منستخدمها بسياق لغوي عربي.

    وبخصوص العروبة، فهي اسوأ وهم حكم، ويحكم حياة الشعوب القابعة ما بين المحيط والخليج.

    تحياتي حسون. والاجزاء التالية جايي.. 😉

    إعجاب

    1. تحياتي هاني وألف عافية،
      ومتل طوني، رح بتلاقيني عم بعتذر للإطالة والتشعب بالأمور بهيدا الموضوع… يل رح ارجع اتعرضلو ع فضاوة وبشكل منظم وأدق..
      بالنسبة لأسئلتك الأولى رح بتلاقيني جاوبت عليها لما سألني عنها طوني، لأن هيدي الطريقة مش بالظبط تضاوية (من إضاءة) على المشكل ولكنها بذات الوقت فيها هجوم واضح لو كان على الإنظمة السياسية العربية أبدا ما رح تلاقي عندي مشكلة ولكن لما شملت وضمّيت الثقافة العربية أو العروبة كلها بقى هون المشكلة لأنها في إجحاف واضح. بتمنى ما ارجع عيد هالنقطة (الفرق بين الإنظمة السياسية وبين الثقافة)

      أما بخصوص السؤال الثاني عن الهجوم الغربي، رح اقتبس عن “نورمان فنكلشتين” الكلام يل قالو لمذيعة المستقبل يل مش متذكر اسمها (شرف الدين على ما أعتقد) وقت كانت عم تعمل معو مقابلة بخصوص معركة تموز 2006 وقت قلّها للمذيعة بما معناه طبعاً (لأن ما بحفظ حرفياً) انو بيحقلّك تعتقدي وتفكّري وتؤمني بيلّي بدّك اياه ولكن بذات الوقت بيحق للتاني يؤمن ويفكّر كمان بيلّي بدّو اياه وبيحقلّك تشوفي يلّي بدّك اياه ولكن مش بالضروري يكون هالشي صحيح وحقيقي، وبيحقلّك تشوفي لحد منخارك بالرغم من انو الأشيا ابعد من هيك بكثير…

      بيحقلّك تقول انو العروبة أسوأ وهم حكم، ويحكم الشعوب القابعة ما بين المحيط والخليج، بيحقلّك تقول انو وهم المؤامرة هوّي يل خلنانا على هامش التاريخ، بيحقلّك وما بعترض كاملاً على الوصف، ولكن اذا اطلّعت معي شوي وشفت قديش وكيف عم يتحارب الإسلام والعروبة، وبذات الوقت لما بتشوف انو الصهيونية ما حدا بيسترجي يقرّب صوبها ساعتها بيحقلّك تسأل، لما بتشوف انو كل الإحتمالات بخصوص استشهاد الحريري ممكن تنحط على طاولة المحكمة الدولية ما عدا الإحتمال الإسرائيلي بيحقلّك تسأل، لما بدّك تدّور اليوم عم وين صارت الثورات؟ عم وين اختفت كلمة مقاومة؟ عن كيف بدل كلمة مقاومة اجت كلمة ارهاب من على فم الفهيم جورج دبليو بوش لتُعتمد كونياً بيحقلّك تسأل؟
      وشخصياً مش رح طالب أكثر من الإنصاف، يعني رح حب شوف اذا فعلاً في انصاف بالتعرّض للإسلام وللصهيونية (مش عم قول لليهودية عفكرة شوف لحد وين) ساعتها ما بقى بجبلك سيرة المؤامرة وسيرة هالعقلية الحديثة التي تنعت نفسها بالإنسانية وهي مجرّد مادية بحت
      وبقدر بوصلّك للأخير، مبلى في قمع للأقليات ولكن هيدا القمع مش بالصورة يل عم تصوّرها ولا بالطريقة يل عم تضوّي عليها وإن كنت على نقاعة انت بهيدا الشي لازم تعرف انو ع القليلة ما بتكون بهيدي الطريقة عم تقدّم شي ايجابي وما رح تلاقي مفعول ونتيجة مرجوة… رح بتلاقي العكس…. بقى مش الأسلم التفكير أبعد شوي؟ واذا بدّو الواحد يطلع عن الإطار لازم يكون حذر لانو عم يوقع بإطار تاني من دون ما يحس.

      أما بخصوص كلمة المديتراني، بقى بتعرف لغتي العربية على قدّي، ولكن لما بدّك تقلّي يُقضّل استعمال كلمة مديتراني عوضاً عن المتوسط المفروض تقلّي مين بيفضّل هيك ومين المصدر لهل الكلام، لازم يكون عربي الشخص يا رجل يل بيشرف على هيك أمور… وأكيد البحر ذاتو، ما حكيت عن البحر حكيت عن اللغة!

      تحياتي مرة تانية هاني، وخوفتني بخبرية الأجزاء التالية انها رح بتكون جايي، يلعن رفكّ ما أسلبك ع هالخبرية :d
      بأمان هالدنيا

      إعجاب

      1. صرت عم ضيع هلق لأن عم تفوّت الاشيا ببعضها كتير يا حسّون، بعد شوي رح بيصير معك انه الحديث عن حقوق الأقليات المقموعة هو مؤامرة عالمية وخدمة للصهيونية وعم يتم بتوجيه من جورج بوش شخصياً. بدنا نروق شوي ولو خيي 😀
        وآخر مرّة تحقّقت من نشرات الأخبار بعد راس السنة بعشرين دقيقة كان الإسلام المتشدّد هوّي اللي فاتح معركة على العالم مش العكس.

        المسألة بسيطة يا شريك، انت شايف المشكلة بالأنظمة العربية فقط، هاني وأنا شايفين المشكلة بالأنظمة وبكل أيدولوجية وفكرة وثقافة وتقاليد العروبة، أنت بترفض الأنظمة فقط ونحنا عم نرفض الثقافة اللي أنجبت هالأنظمة، انت شايف فيه مشكلة بتطبيق الأديان السماوية، نحنا شايفين فيه مشكلة بجوهر هالأديان نفسها، انت عم ترفض بعض الممارسات فقط بينما نحنا مشكلتنا مع جوهر الأيدولوجية الابراهيمية بحد ذاته.
        مش ضروري نتفق على هيك مواضيع لنقول ينعاد عليك يعني :p

        إعجاب

        1. مش المشكلة بأنا شايف شي وانت شايف شاي تاني، انت يا صديقتي عم تتهجّم بطريقتك الشمولية، وذات الشي متل ما عم تحسّني عم فوّت المواضيع ببعضها انت عم تعمل بالمثل وانت يل بلّشت وانت فتحت سيرة الإسلام هون… وبدّك تقنعني انو خلص كمان كل الإسلام هو يل عمل هيك بالقاهرة كمان بالأمس…
          ومش ضروي اكيد نكون متفقين على كل هيك وعلى حتى على هيك مواضيع. ولكن كل معلقاتي هون (ع راية هاني) هيي من منطلق الدفاع عن النفس (الفكر) للهجوم يل عم تشنّوه عليي لما بقلّك انو انا عربي وبترجع بتقلّي العرب والعروبة والإسلام والله كلو كذبة… هيدي يل بدّها تروق عليها d:
          يلا على كل حال، متل ما خبّرتك رح احكي بالمواضيع ع رواق اكثر مع انو رح فرجيك تحتى المصايب لما رح علّق ع تعليق هاني :d

          إعجاب

      2. تحياتي حسون، ومسا الخير بتوقيت الكوكب.
        المشكلة مش بس مع الانظمة العروبية. المشكلة مع مفهوم العروبة ككل. العروبة اللي بتعتبر كل حدا مش ناطق بالعربية انو مش عربي. وانو كل الشعوب بالعالم العربي بعود تاريخهم لتاريخ شبه الجزيرة العربية. وبالتالي طمس لحقيقة الثقافات الاخرى اللي موجودة بالعالم العربي ما قبل الاسلام بكتير.
        بخصوص، “الحرب ع الاسلام” اللي تحوّلت لمظلومية كلاسيكيّة، فهيدي جزء من نظرية المؤامرة. انو الاسلام عم يتم محاربته. مع العلم، انو الإسلام هو اللي عم يشن الحرب ع كل شيء مختلف بالعالم. بتبلش مع إصدار فتوى قتل الأديب سلمان رشدي، وما بتخلص بقتل المخرج الهولندي اللي اخرج فيلم عن الإسلام. عدا القتل اليومي اللي عم تمارسوا التيارات الإسلامية بالعراق ومصر وغير دول تجاه كل حدا مختلف.
        ومتل ما اليهودية من قبل حاربت كل حدا بيحكي عنهم بإسم معاداة السامية، هلأ الإسلام عم يحارب كل حدا بينتقده باتهامه بالإسلاموفوبيا.
        ومتل ما الك حق تنتقد اية ايديولوجيا. للآخرون كمان الحق بانتقاد الايديولوجيا الإسلامية، اللي بتقوم على إلغاء الآخر، وصولاً إلى قتله. مثل الدعوة لقتل المشركين والغير مؤمنين بالإله الاسلامي (اللي ما منعرف لأية اسباب بضل معصّب وعابس وما بطيق شي :P) وبيكره البيانو :D.

        باحد التعليقات قال طوني انو ما بينفع تجميل الواقع، او التعبير عنه بعبارات تجميلية. وهيدا الشي اللي حاولت ما اعملو. انو عبّر عن الواقع السيء للأقليات كما هو.
        وطبعاً يا حسين، ما رح تلاقي انو وضع الأقليات جيّد، او مش سيء متل ما عم قول انا، خصوصاً انك شايف انو الثقافة العربية هي الثقافة الاساسية وهي الوحيدة اللي عندها قدرة على “مواجهة الغرب”. في حين، بلاقي العكس تماماً. انو ذهنيّة الثقافة العربية الإلغائية لكل ما هو عربي بيجعل الوحدات الإجتماعية والسياسية بالعالم العربي معرّضة للإنهيار والتفكك عند اي “تحدّي خارجي”.

        بخصوص المديتراني، انا اللي قلت انّي بفضّل هيدا استخدام هيدا المصطلح. وما بيمنع للتنويع استخدام المتوسط. منيح هيك؟ 😛

        رح خوفك، وضل خوفك :P، لتحس باللي عم يحسوا الاقليات. 😉

        تحياتي حسون.

        ملاحظة: يحرق رفّك ع التعليقات الطويلة. بدي سميها معلّقات 😀

        إعجاب

        1. كهاني كسعيدة كرجل
          طوني قبل شوي كان عم يقلّي انو هو مش عربي لأن لغتو الأساسية انكليزية وقعد يشرحلي كيف هو مش عربي، وبتجي بتقلّي انت انو العرب بيعتبرو كل واحد مش ناطق بالعربية غير عربي؟ يا رجل بدنا نفهم صرنا وحياة الملايكة احترنا، صرت مرتين عم بسألو لطوني انت شو ومش عم يرّد؟ وانت شو؟ ما بتعرف حالك انت شو؟ يا رجل هالخبريات ع هالصبح! هلّق اذا إجا طوني قلّي انو هو عربي بس ما بيحكي الا انكليزي رح بقلّو لأ انت مش عربي ومش رح خليه أنا مثلاً؟ يلعن رفك
          آخ منو هالتاريخ شو حلو، بنرجع فيه للوقت يل بدنا اياه… اذا بدّك ترجع للتاريخ ارجع فيه للأخير مرة واحد ولشو كل هاللف والدوران، وانو خلص كلنا، كل شعوب انطاكية وناتالي والمديتراني تعولك بيرجعو لحواء الميتوكوندرية يل طالعة من أفريقيا وبتعجبني كثير خبريات الطمس، انو بدّي شوف طوني وهاني عم يحاولو ساعة بدّهن ينفو ثقافتي ويطمسوها وساعة بدّهن يقولو عنها كذبة أو وهم وساعة معادية لكل شي انساني وقال بدّي اسكت :d

          يعني الظاهر صار الحوار عقيم هون: طالما مصّر ع النظرة الشمولية انت وطوني، يعني اذا شفنا حدا مسلم اصدر فتوى معنى الحكي انو كل المسلمين موافقين؟ يا رجل قديش بدّك تتشوف انك عم تخلط وعم تشمل بطريقة عبثية جداً، يا رجل لقلّك هيدي المؤسسات الدينية يل بتعمل هيك ومش الدين بحد ذاتو، وبقلّك انو انا رح حاربها معك للمؤسسات الدينية بتقلّي لأ ما في فرق بين المؤسسات والدين؟

          على كل مش عارف تحديداً لوين وصلنا مع بعض هون وبهيدا النقاش يل بعدني عم شوفو شيّق ومهم؟ بس رح قلّك شغلة وذات الشي بكون عم قولها لطوني وطبعاً لكل يل للحقيقة بعوّل الأمال عليهم بقدراتهم العقلية والإنسانية كرمال التحسين… انو فرجوني شو صنعت وشو عم تصنع أياديكم؟
          وهياها بهل الزمن تحتى يفلت منا هالزمن… عايشين بنفس الوقت، رح بيحقلّكن تعملو يل بدّكن اياه وبالطريقة يل بدّكن اياها… ومن واجبي انو الفت الإنتباه ع الأشيا والدفاع عن أشيا بتهمني وعم حاول اشتغل عليها…

          وبالنهاية بقول شغلة (ع راية فرنجية :d )، ومهما طوّلت بالحكي، عم تجبروني كرر الأشيا… انو ابداً مش عم حاول جمّل الأشيا، بالعكس تماماً متشائم وجداً وغير راضي ع مجريات الأمور (لكني راضي عن نفسي ولا أخجل كوني إنساناً عربياً وربما قريباً سأعود مسلماً) ولكن بعكسكن بخلّي الطرق مفتوحة ومش بسكّر شي وما بشمل وبحكم بهل البساطة يل بتحكمو فيها ع الأشيا
          وبعتقد يا أصدقائي فيني لوحدي كون مثل عن واحد عربي يا خيي، اعتبر كل العرب (ولا أعتبر) مش مناح وذهنياتهم الغائية ومعاديين للإنسانية وما بعرف شو …. بس المفروض تغيّير نظرتك لما تشوف ع القليلة واحد غير أو لأ؟ يل عم شوفو انو اذا شفتو حدا منيح وإنساني بدّكن تقشطوه هويته كرمال تقنعوه انكن معكن حق.

          بأمان هالدينا يا رفاق الزمن والمكان
          وانشالله نلتقي بشي قعدة مع فنجان قهوة احسن من كترة الحكي هون بعتقد بتكون افخم والذ واسلس وأكثر شي مع ورقة وقلم ومكسيمول كم كتاب

          ما بعرف اذا بيهمكن الموضوع، لأن فعلاً حابب كثير هالشي، شي قعدة غير شكل صوب وين ما بدّكن، قال فيني اعزمكن ع الضيعة صوبي، وفيني طل صوبكن ع بيروت، خلونا ننسق

          إعجاب

  5. هلق انتبهت لسؤالك يا حسين، هويتي إنسانية أولاً، مشرقيّة ثانياً، لبنانية ثالثاً، بقاعيّة رابعاً، وزحلاوية خامساً وصغبينية سادساً :p
    بس كل وحدة بتختلف عن التانية مش بس بالدرجة بل بالنوع كمان.
    الهوية المشرقية فيها مكوّنات عربية لكنها مش هوية عربيّة.

    تاني شغلة، للأسف يا حسين مش أنت ولي أمر العروبة :p لأن أولياء أمر العروبة مبلى ما بيعترفوا بالآخر ، نظرة وحدة على كتاب التاريخ بأي دولة عربية كافية لتعرف هالشي، تاريخ كل البلدان بيبلّش من الجزيرة العربية بالقرن الأول الهجري، ولكن حتى باكستان بتدرّس أطفال المدارس انو تاريخهم بيبلّش بالجزيرة العربية بالقرن الأول هجري. هيدا وبعد ما بلّشنا نحكي عن الإبادة الثقافية اللي مش الأنظمة اللي مارستها، بل المجتمع والفكر العروبي المهيمن بحد ذاته، بعتقد لازم تحكي مع ناس من أقليات إثنية بالعالم العربي متل الأكراد والأشوريين والأرمن والأمازيغ والسودانيين الجنوبيين لحتى تعرف مشاعرهم تجاه العروبة.

    وبعدين ما حدا عم يرجع للتاريخ، وين شفت حدا رجع للتاريخ؟ عم نحكي عن واقع موجود اليوم يا حسين، شو بنا ولو خيي، الأكراد هني شعب حي موجودين اليوم مش بكتب التاريخ، والأشوريين والكلدان والبربر والأمازيغ والطوارق والأقباط نفس الشي، إلا إذا كنت مفكّر انو مع مجيء العروبة صارت كل الشعوب الأصلية من التاريخ؟ 😀

    بعدين مش أنا اللي مش عم جاوب، انت اللي مش عم تقلّي شو هيي مكوّنات الهوية العربية لنعرف خيي هل عنجد عم نهاجملك ثقافتك أو عم نهاجم شي مخترعه انت بينك وبين حالك وعم تطلق عليه صفة “عروبة”.
    وتالت شغلة ما حدا قال بدّو يطمس ثقافتك، بس بدنا توقّف ثقافتك طمس ثقافات الآخرين وتعترف فيهم وبوجودهم، نحنا اللي بحالة دفاع عن النفس هون مش أنت، العروبة صرلها عشرات القرون بحالة هجوم والأقليات الفكرية والدينية والاثنية هيي بحالة دفاع.

    ورابعاً، بحالة الإسلام، المؤسسة الدينية أفضل من الدين، لأن المؤسسة الدينية لا تطبّق مثلاً حدّ الردة بينما الدين ينصّ عليها، المؤسسة الدينية لا تقوم بقتل المشركين بينما القرآن يدعو لذلك، المؤسسة الدينية لا ترجم وتجلد وتقطع الأيادي إلا في دول قليلة بينما القرآن ينص على ذلك، المؤسسة الدينية لا تدعو بشكل مباشر لجعل الأقليات أبناء ذمّة بينما الشريعة تدعو لذلك، المؤسسة الدينية لا تجرؤ على القول أن المرأة قانونياً هي نصف رجل بينما الشريعة تنصّ على ذلك، المؤسسة الدينية لا تجرؤ على القول بجواز ملك اليمين وامتلاك السبايا والعبيد بينما القرآن والأحاديث تنصّ على ذلك، المؤسسة الدينية لا تقول أن الشمس تدور حول الأرض بينما الأحاديث تقول ذلك… والأمثلة كتيرة يا رفيق.
    فينا نضلّ نتخبّى ونقول المشكلة بالمؤسسة الدينية، بس هالمؤسسة الدينية مش عم تجيب فكرها وتقاليدها وعاداتها وقراراتها من فراغ، عم تجيبها من القرآن والأحاديث والسنة، وفيك تطلّع عليهم بالتفصيل لتشوف انه منيح اللي المؤسسة الدينية مش عم تطبّق الدين بشكل كامل.

    لمن يكون القرآن بيدعي لقتل المشركين، بتكون مشكلتي مع المؤسسة الدينية أو مع القرآن نفسه يا حسين؟
    وهلق بيجي حدا بيقول ما الآيات بتنسخ بعضها، وصحيح ، بس للأسف آيات القتال والعنف والجهاد نسخت آيات السلم لأنها جاءت في وقت متأخر ومش العكس.

    وما حدا عم يقول كل العرب أو كل المسلمين مش مناح، بالعكس تماماً، المسألة مش مرتبطة بالأفراد، بس عم نقول فيه مشكلة كبيرة بأيدولوجية العروبة وممارساتها وبالأديان الابراهيمية وممارساتها، والاثنين بيتغذوا من بعض.

    عم تصرّ على وصف رأينا بأنه “شمولي، مبسّط ومتطرّف”، وهيدا رأيك لكن بالنسبة الي هالرأي اللي حامله معقّد جداً ومش قائم على التبسيط بل العكس تماماً، ومش قائم على التطرف بل بالعكس على التسامح وعلى القتال من أجل الحرية والتسامح، مش مزبوط أبداً نساوي بين الرأي اللي بيدعي لرفض أيدولوجية لأنها بترفض التسامح والحرية، والرأي اللي بيرفض التسامح والحرية بحد ذاتها.

    أما قصّة شو صعنت وشو عم تصنع أياديكم، كل واحد بيعمل وبيكتب وبينشط على قدّ قدرته يا صديقي، وبيغيّر اللي بيقدر يغيره وبيقاتل كرمال الأهداف اللي ما حققها بعد. وبرأيي عم يتحقّق كتير هالأيام، لأن هالمخاض اللي عم تشوفه انفجر بالعالم العربي مؤخراً على الانترنت بيدلّ على شي كبير كان عم يختمر كل هالسنين، وبأقلّ الأحوالي اليوم مش باقي تقريباً غير اللادينيين والمشركين والملحدين والأقليات اللي عم يقاتلوا القمع السياسي والاقتصادي والتشدّد الديني المتصاعد بالعالم العربي بالوقت اللي كل المسلمين المعتدلين وإلى جانبهم اليسار القديم ساكتين وعم يتفرجوا على جنب.

    وبالنهاية بحبّ قلّك شغلة كتير مهمة، انو أي نهار بالويك أند سبت أو أحد انا جاهز لقعدة بدنا نشوفك كزلمي 😀

    إعجاب

  6. حاولت أن أقسم الحديث لفقرات تتناول كل منها فكرة واحدة .. مع وجود تكرار في بعض الفقرات للتوضيح و التأكيد:

    برأيي لا يمكن لنا وضع العربية في إطار كونها خير أو شر .. و إلا جاز لكل المكونات الأخرى للهوية أن تخضع لنفس التقييم .. مثلا .. هل كون طوني مشرقيا يعني أن هذه المشرقية كمفهوم لا بد أن تكون شيئا جيدا أو سيئا .. كما أن كون حسين جنوبيا لا يجعله أفضل أو أسوأ لمجرد وجود هذا الارتباط مع الجنوب في هويته و ثقافته

    عندما نصف مفهوما او فكرة بالشريرة أو المعادية للإنسان .. ألا يجعلها ذلك واجبة التطبيق في كل من يدخل فيها و إلا لكان المفهوم في مكان و التطبيق في مكان آخر .. و هنا قد يكون الخلل في أصل إضافة الشر للفكرة أو في أن التطبيق من قبل الداخلين فيها لا يمت بصلة للتطبيق الذي تدعو إليه تلك الفكرة أو المفهوم و بالتالي و إن ظنوا أنفسهم داخلين في تلك الفكرة فعلى أرض الواقع هم لا يعبرون عنها

    و دعني أعطي مثلا واضحا فيما أعنيه .. الصهيونية فكرة و مفهوم أظن أننا نتفق إن وصفناها بالشريرة أو لا إنسانية .. و من هنا لا يمكننا تصور وجود صهيوني يطبق تماما مبادئ و أسس تلك الفكرة و نقول أنه قد يكون جيد .. الحل الوحيد لنجد صهيونيا جيدا هو إما أن يكون في تطبيقه يفعل أمورا لا علاقة لها بالصهيونية لكنه لوجود معرفة خاطئة لديه يظن أن ما يفعله هو عين المبادئ و الأسس الصهيونية أو أن يكون ذلك الصهيوني الجيد قد توقف ببساطة عن كونه صهيونيا (وطبعا هنا يفقد نسبته إلى الصهيونية)

    نعود إلى العربية .. هل يمكن لمن يصفها بمعادية للإنسانية أن يعدد لنا المبادئ (العادات و التقاليد و غيرها من الأفكار) التي لا بد لمن يقول أنه عربي أن يطبقها فعلا و إلا وقع في تناقض ذلك الصهيوني الجيد .. و هل لنا أن نقول أن العربي الذي لايفعل تلك الأمور السيئة هو فعلا و تماما مثل ذلك الصهيوني الذي لا حل له إلا بالتخلي عن صهيونيته إن أراد أن يطابق اعتقاده الفكري و الثقافي فعله على أرض الواقع .. ألا يمكن للعربي أن يبقى عربيا إن أنكر موافقته على عادات سيئة أو أفكار معادية للإنسان (بحال وجود تلك الأفكار .. و هذا ما لم نناقشه بعد)

    باعتقادي أنا عربي لأنني ولدت هنا و لأنني بعد ذلك قبلت هذا الانتماء و الهوية .. كما أن طوني مشرقي و لبناني و زحلاوي لأنه ولد هناك وقبل بهذه الهويات بعد ذلك .. طبعا لك أت تغير الأمر كما تشاء .. فإن رفضت عربيتي استطيع أن أخرج منها كما يستطيع طوني إن رفض زحلاويته أو لبنانيته أن يخرج منها بحيث لا يعود على صلة بهما .. بمعنى أنني أستطيع أن أرفض النموذج و الهوية التي ارتبطت بها بسبب مكان الولادة ثم أختار ما يعجبني من هويات في العالم .. و طبعا قد أقبل بعض الهويات التي ارتبطت بها بمكان ولادتي و أرفض بعضها .. أقول هذا لأصل لفكرة تقول .. طبعا يمكن لغير العربي ولادة و لغة أن يختار أن يكون عربي الهوية أو الثقافة .. كما يختار بعضنا أن يصبحوا غربيي الثقافة أو الهوية أو الانتماء

    أما فيما يخص الإنسانية و الدفاع من منطلقها عن الثقافة العربية بالأحواز .. فهذا يقتضي ألا تكون هذه الثقافة معادية لكل ما هو إنساني و إلا لكان دفاعي عن أشخاص يتعرضون للاضطهاد بسبب عربيتهم دفاعا لا يتسق و منطلقي الإنساني (و هنا نعود لما شرحته بداية .. فمفهوم لدي مشكلة معه لا يمكن أن ينتج أفرادا ليست لدي مشكلة معهم و بالتالي أفرادا أرفض تعرضهم للعواقب نتيجة انتمائهم لذلك المفهوم) بل من منطلق إنسانيتي علي أن أطالب بحصر هؤلاء و قمعهم .. هل لنا مثلا أن نطالب بحرية للنازية و العنصرية

    السؤال الآخر .. هل يمكن لنا نظريا افتراض قيام دولة تكون الأكثرية فيها عربية الثقافة تعطى الأقليات فيها حقوقها و تستطيع الحفاظ على لغتها و ثقافتها .. إن كان قيام هذه الدولة ممكنا (أو أن هذا الأمر كان موجودا في ما مضى) فحينها هل ستبقى النظرة للثقافة العربية هي ذاتها (معادية للإنسان) .. أم علينا حينها أن نبحث عن أسباب أخرى أدت لوجود دول ذات ثقافة أكثرية عربية قامت بقمع الأقليات فيها

    أين تقع تلك الثقافة العربية في هذه الأنظمة الموجودة حاليا .. و هل من ضمن عربيتها أن تصل باللغة العربية لما هي عليه في أجيالها الصاعدة (أو على الأقل لا تقوم بخطوات فعالة و ذات تأثير على أرض الواقع لمواجهة التردي في اللغة العربية و استعمالها و وجودها في مجتمعاتها) .. إن التعليل الأقرب باعتقادي هو أنه يصح أن هؤلاء الحكام عرب و ينتمون للثقافة العربية فقط كمكان ولادة و كضرورة لا بد منها لكونهم يحكمون مناطق أو بلاد ذات أكثرية سكانية تنتمي لتلك الثقافة العربية .. و إلا فإنهم في حقيقة الأمر يرفضونها أو يمارسون تطبيقات و أفعال إن لم نقل أن الثقافة العربية تذمها فهي على الأقل لا تقول بوجوب قيام الحاكم بها (لا بما يختص وضع الأكثرية العربية و لا وضع الأقليات) .. طبعا قد نقول أن العربية لا تحوي أفكارا سياسية بشكل واضح لكنها كثقافة سينتج عنها في النهاية مجموعة من الأمور قد نرى أن العرب يسترشدون بها في سياستهم .. على أنني أعود و أؤكد أنه لا يمكن للعربية أن تكون خيرا أو شرا لأنها كمفهوم انتماء لا تعني أكثر مما يعنيه الجنوب

    للأقليات ظروف صعبة في عالمنا العربي كما في غيره .. و لا يعود الأمر لكون ثقافة الأغلبية في كل مكان لها موقف غير إنساني معهم (قد يكون هناك ثقافات ترى في عنصرها تفوقا و ترى في الآخر دونيا .. لكن هذا ليس الحال دائما).. و لكن لأن النظام الحاكم و المسيطر يرى فيهم دائما مجالا لتفكيك سيطرته و استخدامهم من قبل الخارج في تقويض النظام .. طبعا قد يكون للمعادلة وجه آخر و هو لو كان هذا النظام أعطى الأقلية حقوقها و راعى خصوصيتها لم يكن الخارج ليستطيع تأليبها عليه .. و هنا علينا أن نعود لدارسة التاريخ و الواقع .. و باعتقادي سنجد أنه حتى في ظل ظروف جيدة فإمكانية استغلال وجود أقلية أو جماعة لها تمايز خاص عن أكثرية المجتمع هو أكبر من إمكانية استغلال فئة تنتمي للأكثرية ضمن المجتمع لجعلها تلعب دورا في الانقلاب على الحكم أو السيطرة عليه

    أما ما يمكن أن يعطي للعربية نظرتنا لها بخير أو شر .. هو ارتباطها الذي لا انفكاك لها منه مع الإسلام كدين .. و هنا سنعود للنقاش حول الإسلام و ما يمثله بالنسبة للإنسان .. و مرة أخرى سندخل في نقاش أصل الخطأ .. هل يعود للإسلام أم للمسلمين و هل لنا أن نجد نظاما أو منهجا أو ايديولوجيا لا يمثل تطبيق الإنسان فيه اختلافا عن أصل النص .. بل هل لنا أن نقول أن أي نص أو منهج يمكن أن يعطي أكثر من إضاءة و تعاليم نظرية و مهما كان يحوي من خير فهو ساعة دخوله حيز التطبيق الفعلي لا يعود مسؤولا عما يفعله البشر و المنتمون له باسمه إن كانت تلك التطبيقات في جانب آخر و النص في جانب آخر .. و هنا أجد مسؤوليتنا كمسلمين و تقصيرنا الأكبر .. فنحن لا نسعى لنشر إسلام صحيح و لا نتصدى بشكل كاف للفهم الخاطئ الذي يوصل إلى تطرف و عنف و قتل أبرياء .. و باعتقادي هنا نتشارك مسؤولية التقاعس مع مسؤولية التغذية الراجعة (غير المقصودة طبعا) التي توفرها خطابات من يجعلون عداءهم هو للإسلام ككل و كدين و يرفضون أي وجود له في الحياة العامة .. فهؤلاء يوفرون أسبابا إضافية لمزيد من الاعتقاد بصحة ما تقوله الجهات الإسلامية المتطرفة و صحة تعريفها للمواجهة و المعركة .. هل نتخيل مثلا كيف أن منع الحجاب مثلا في المدارس أو منع الخمار في المجتمع الفرنسي يعطي حجج إضافية لأصحاب التوجه الإسلامي المتطرف من المسلمين داخل المجتمع الفرنسي

    الفكرة هي العلاقة بين العلمانية و الدين و ضرورة توفير مساحة من التلاقي بينهما عوض وضعهما في مواجهة كاملة و شاملة .. بمعنى أننا لا نريد خطاب الدين بالشكل الذي كانت عليه الكنيسة و حكمها في أوروبا و لا كما يدعو له التطرف الإسلامي .. و لكننا أيضا لا نستطيع التخلي عن الدين ووجوده في الحياة العامة (الحياة العامة ساحة أوسع من الحياة السياسية) و القول بوجوب بقائه ضمن الحياة الشخصية للفرد و علاقته الخاصة بربه . و هنا ممكن إن أحببنا التوسع في هذا النقاش القراءة أكثر فيما كتبه الراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري حول العلمانية الجزئية و العلمانية الشاملة و آرائه أيضا حول الخطاب الإسلامي الفكري الحديث و القديم (التقليدي)

    لا يمكن بحال من الأحوال إلا أن ندافع عن ضرورة إعطاء المواطن ضمن دولنا حريته و حقوقه .. و ضمن هذا الدفاع يكون وقوفنا مع الأقليات .. و لكن هنا علينا أن ننتبه لإمكانية استغلال هذه الأقليات و مسألة حقوقها في الهجوم الغربي على الثقافة العربية (المرتبطة بالإسلام ارتباطا لا انفكاك منه كما أسلفنا) .. و هنا لن نستطيع الحكم على النوايا للأشخاص الذين يقومون بهذا الدفاع عن الأقليات .. و هم أيضا سيكونون هدفا سهلا للتشكيك بهم و بنواياهم عبر ربطهم بالخارج و التساؤل عن الغاية من رفعهم لراية هذه القضية دون غيرها .. لذا أرى أنه من الأسلم أن يكون دفاعنا عن الأقليات ضمن مشروع متكامل يضيء على نقاط الظلم و القمع للمواطن بالدولة .. و تلك تتضمن ما وقع منها على فرد ينتمي للأكثرية العربية و تتضمن أيضا تلك النقاط الخاصة بالظلم و القمع الواقع على فرد ينتمي للأقليات

    إعجاب

    1. مراحب أبو زياد،

      حلو نرجع نتناقش سوا حتى ولو على الصفحات هون لأن بالفوروم صرت قليل كتير لفوت هونيك.
      بعتقد موضوع العروبة والثقافة العربية اتاخد أبعد بكتير من المقصد الأساسي بتعليقاتي، عم تاخدو جملة “معادية لكل شي إنساني” لحالها وتهملوا كل الأفكار الأخرى الواردة بالنصّ.
      بس مش مهم، منتناقش فيها لأن بتحمّل مسؤولية آرائي.

      أكيد كنا عم نتناقش من دون تعريف للمصطلحات، يمكن لو انطلقنا من تعريف المصطلحات ما كان هالاختلاف أبداً، وطلبت من هيّوس أكتر من مرّة يعرّف شو هيي عروبته لحتى أعرف أي فكرة عم ناقش، ولمن عرّفها بالآخر ما حسيت كان هالأمر كافي ، لأن اللي عم بحكي عنّو هون هو قيم وعادات وتقاليد الهوية العربية، مش حبّ القرية والكتابة باللغة العربية وسماع أغاني فيروز.
      المشكلة الموجودة عندي وعند اللي بيفكّر مثلي، هيي أن قيم العروبة والهوية العربية وتحديداً بشكلها القومي الحديث كانت قيم إلغائية، لا تعترف بالآخرالمختلف، قيم قائمة بالجزء الأكبر منها على الدين وقيم قائمة على الإبادة الثقافية للآخرين مثلها مثل أي هوية إلغائية أخرى. والعروبة اللي عم نحكي عنها هون، معادية للتنوّع بطبيعتها ومن هون حديثي عن انها معادية لكل شي إنساني. هلق اذا بيجي حدا بيقلّي هوّي مش إلغائي، عال تمام، بطّل فيه مشكلة لأن النقاش الأساسي هون هو مش توصيف الهوية العربية بقدر ما هو ضرورة الاعتراف بوجود آخرين، غير عرب، يسكنون ويعيشون في هذه الدول وباننا نحن مش ثقافة مونوليثية جامدة وجايي شقفة وحدة بل ثقافة مركّبة من عدّة مصادر، جزء كبير منها عربي.

      هلق اذا قادرة الهوية العربية تكون غير إلغائية، ما عندي مشكلة، بس ساعتها عندي شكّ بعلميّة تسميتها بالهوية العربية. يعني لنعطي مثال عملي، إذا نحنا جينا لنقول اليوم انه شعب دولة سوريا هو شعب عربي، منكون عم نحكي كلام غير علمي وغير دقيق لأن شعب سوريا فيه عرب وفيه أرمن وأكراد وسريان وأشوريين وأتراك وحتى هندو-أوروبيين وغيره. طيب هون لمن يجي حدا متلي يقول انه شعب سوريا هويته ككل مش عربية، رح يجي حدا متل هيّوس يتهمني اني عم بيع العروبة رغم اني عم بحكي كلام دقيق جداً من ناحية الواقع.
      ما بعتقد فيي وضّح أكتر من هيك.
      لمن حدا يقول عن نفسه مش عربي، بيكون عم يوصّف واقع ومش بالضرورة يكون عم ياخد موقف سلبي. المشكلة انه فيه أسطورة تاريخية خاطئة هيي ان سكان العالم العربي هم عرب، وهم مش عرب، هم مزيج من الشعوب جزء منهم الشعب العربي اللي اجا من الجزيرة العربية. أما من الناحية الثقافية ، ففي اختلاف بين ثقافات العالم العربي لا يمكن تجاوزه بشطحة قلم، وكل حدا سافر من هالبلاد بيعرف انه أحيان كثيرة بيتفق مع الأجانب ثقافياً أكتر بكتير من اتفاقه مع أبناء الدول العربية الأخرى.

      أمام إذا قامت دولة تأخذ منحى إعطاء الحقوق للجميع والسماح للجميع بالحفاظ على ثقافتهم ولغتهم من دون فرض أيدولوجية واحدة باسم العروبة متل ما حاولت الأنظة العربية انها تعمل طوال القرن الماضي، فبيكون تمام وأكيد بيتغيّر حكمي الحالي. وكنت بعدني عم قلّو لهيّوس بالتعليق السابق انه يا ريت انت وحسين المرجع بتحديد ماهية العروبة والثقافة العربية، لكن المراجع السياسية والفكرية والدينية اللي بين ايديي اللي واضعة تعريفاتها للهوية العربية واضعة ربع شعوب العالم العربي على الأقل بموقف الخصم. ما تنسى يا أبو زياد، انه فيه دول بأمها وأبوها رافضة تعطى ملايين من سكانها الجنسيّة لأنها بتعتبرهم غير عرب، وعم بحكي تحديداً عن الأكراد بالعراق وسوريا، وفيه دول عملت إبادة ثقافية منظّمة لشعوب أخرى لأنها اعتبرتهم لازم يصيروا عرب وعم بحكي عن شعوب البربر والأمازيغ والطوارق بدول المغرب العربي. بالإضافة إلى انه كل الدول الأخرى بتطلب من المسيحيين فيها بيان طاعة للعروبة وللنظام تحت طائلة إعتبارهم جالية أجنبية مشبوهة.

      ومفهوم الانتماء الجغرافي اللي عم تحكي عنّه ما عندي أي مشكلة معه لكن بالعكس تماماً.

      وبالنسبة للارتباط بين الإسلام والعروبة، هون بميّز بين موقفي الشخصي وبين ما اعتقد انه يجب أن يكون على أرض الواقع. موقفي الشخصي هو أنه بعتبر فيه مشكلة بجوهر هالعقيدة نفسها (لكن هناك مجال ضيق للإصلاح)، لكن بنفس الوقت أرفض أي دعوة لمنع الناس من ممارسة دينها وروحاينتها الخاصة، واتعرّض للمسألة في الشأن العام بقدر ما تتعرّض المسألة لي ، يعني اذا اجا حدا بده يطبّق الشريعة مفروض واجهه بكل بساطة. معظم العلمانيين اللي بعرفهم ومنهم أنا هنّي ضد منع الحجاب، لكن القول أن الدين يجب أن يكون في الحياة العامة لا نتوافق عليه أبداً وهون جوهر الخلاف.
      وجوهر الخلاف الثاني هو الارتباط الذي لا انفكاك منه بين الإسلام والعروبة اللي على ما فهمته من تعليقك انك توافق عليه.

      النقاش بعد بيطول يا صديقي، لكن المهم انه معك حق بتقصير المسلمين المعتدلين بمواجهة المتشددين، ولو هالتقصير مش موجود ما كنت لقيت التيارات الفكرية العلمانية الأكثر تطرفاً متلنا عم تواجه بهالطريقة، وما فينا نتوقّع من اللاديني أو العلماني أو الملحد يواجه من منطلق إصلاح ديني، بل طبعاً رح يواجه من منطلق مختلف. وهون رح ارجع كرّر شغلة كنت عم قولها بمكان تاني، الهدف، بالنسبة الي شخصياً على الأقل، مش إلغاء الهوية العربية ولا رفضها ولا إلغاء الدين أو رفضه، بل هو توقّف الهوية العربية والدين عن إلغاء الآخرين، وتكتيكياً، الهجوم هو أفضل وسيلة للدفاع، برجع بكرّر أن الناس اللي متلنا هي بحالة دفاع عن النفس لا بحالة هجوم، وباللحظة اللي بيتحقّق فيها هالهدف مش رح بتلاقي حدا بيحكي عن العروبة أو عن الدين أي كلمة غلط.

      تحياتي أبو زياد

      إعجاب

  7. عن جديد، تحيّاتي شباب.
    وهلا بابو زياد.. زمان يا رجل 🙂
    النقاش يطول ويطول.

    بعتقد صارت الاتجاهات والافكار اوضح مع تقدّم النقاش.
    ما عندي كتير ضيف على كلام طوني. ولكنّي رح لخّص الفكرة الاساسية، ع طريقتي:

    المشكلة ليس مع الهوية العربية، إن كانت موجودة ام لا. والمسألة ليست محاربة العروبة أو الإسلام، او كلاهما معاً.
    ولكن لدينا مشكلة مع العروبة التي لا تعترف بوجود الثقافات الاخرى والتي تحاول طمس تاريخها وحاضرها، وتهميشها.
    والمشكلة مع الدين الذي يحوّل كل من لا يؤمن به إلى ذمّي لا حقوق له.

    واعتقد انه حان الوقت كي نتحرر من ذهنية الربط بين قضية الاقليات والمدافعين عنها بالمؤامرات العالمية التي لا تنتهي ضد العرب.
    واعتقد، لو ان الانظمة العروبية تعاملت مع الاقليات كمواطنين متساوين بالحقوق والواجبات كغيرهم من المواطنين العرب، واحترمت الثقافات والإثنيات الاخرى لما كنّا بحاجة للكتابة عن هذا الموضوع. ولا كنّا بحاجة للحديث حتّى عن “اقليات في العالم العربي”.. ولكن ما قامت به هذه الذهنية العروبية-الإسلامية في القرن الأخير تقريباً، خلقت مشاكل بنيوية في المجتمعات الممتدة ما بين المحيط والخليج. وتفجيرات الاسكندرية المصرية، وانفصال الجنوب السوداني وقضية مسيحيي العراق هي ليست إلاّ إحدى هذه الأزمات التي لن تُحلّ إلاّ بالاعتراف بأن المشكلة هي عندنا، وليست في مكان آخر، أو في مؤامرة ما تحاك ضد العرب.

    تحياتي 🙂

    إعجاب

أضف تعليق