رغبة (2\2)


لتستطيع قراءة هذا النص بشكل أفضل، عليك قراءة الجزء الاول منه. رغبة 1\2

لم يكن يعلم أن لحظة دعوتها للرقص ستكون أكثر من مجرّد لحظة عابرة. هي ليست ممارسة جديدة عليه، كأن يقوم، أثناء سهرة ما، بدعوة صبيّة ما لفتته إلى الرقص. هذه اللحظة استمرت لثلاثة أشهر. وأكثر.

منذ تلك اللحظة، وهو عالق في دوّاماتها. بين دفّتي الكتاب وعالمها الخاص. لم يعد يعرف إن كان كائناً حقيقيّاً، أم مجرّد شخصية عابرة في كتاب قد لا يقرؤه أحد غيرها.

***

هذه الليلة، ارتدى الملابس التي تشعره بأنه “جذّاب ورائع”. تغلّب على هواجسه المتربّصة به، نزع عنه غبار الكتاب، والثورة التي حوّلته إلى رقم ذي بزّّة زيتيّة.

الآن، هو مجرّد إنسان بسيط. يستمتع ببعض الموسيقى. ولديه القدرة على إغواء انثى، ودفعها، بشغف داخلي لديها، للرقص معه. “هذه اللحظات ترسمني من جديد” صدى يتردد داخل جمجمته المفعمة بالكحول والليل. الصدى يصل للفتاة المستغرقة بالرقص. تحدّق به بعينين جائعتين، وكأنها تريد ابتلاعه ليبقى لها وحدها. تغار من كل من سبقها، ومن اللواتي رقص معهنّ. يفهم ما يراودها. يشعر برغبتها المتوهّجة. ويجذبها من خصرها نحوه.

Flickr- by miquelet
Flickr- by miquelet

في تلك العلبة الليلية الصاخبة راقصها حتى الفجر. المشهد تكوّن بهدوء على إيقاع سريع: لحظات مجنونة ترسمه. صدى يفتح أبواب الرغبة في شرايينها. رغبة عناقه. تقبيله. الاحتراق به.

بعيداً، خارج اللعبة، كان الليل يتلاشى مع السكون المصطنع للمدينة!

***

الفتاة مازالت غائبة في الموسيقى. لم تلحظ أن الشمس تتحضّر للظهور فوق المدينة. ففي اللحظة التي ترسل فيها الشمس أول ضوء إلى الكوكب، يعود الثائر إلى عزلته القاتمة داخل الكتاب. تمد يدها محاولة إيجاده في عتمة العلبة، ولكن عبثاً. يغيب. تبتسم. “غداً سأراقصه” تقولها لتمنع اليأس من الوصول إلى عينيها الممتلئتين بالنشوة.

حتى الآن، لم تستطع فهم علاقته الغريبة مع الضوء، رغم مواعدتها له منذ ثلاثة أشهر.

***

في حضور الضوء، يختفي ثائرها. وفي الليل، يتجلّى كالنار المتّقدة في معبد وثني قديم!

الكاتب: Hanibaael

Writer. Content Creator & Fire Performer

13 رأي حول “رغبة (2\2)”

    1. انجل،
      للاسف “رغبة” خلصت بالجزء التاني. ولكن رح يكون في اشيا تانية، بالافق 😀

      دائماً بالانتظار انجل

      إعجاب

  1. “أعجز عن التعبير”

    أسلوبك يشبه أسلوبي في سرد الخواطر

    كل جملة تحمل صورة

    ذهنك يحمل صورًا كثيرة

    لذا

    ترسم الصورة واضحة بالكلمات

    هل تراودك فكرة نشر الرواية
    بعد الانتهاء منها؟

    إعجاب

    1. مازال من المبكر الحديث عن نشر ورقي.
      المدونة ستكون فضاء أوّلي لنشر كل المحاولات.. والاحتمالات دائماً مفتوحة.

      الأفق في متنال يدنا!

      🙂

      إعجاب

أضف تعليق