هاني نعيم
غريبة هذه الأفلام السينمائية، بكل انتاجاتها المتنوّعة، إن كانت عربيّة “عاديّة”، أو هوليووديّة “مميّزة”، أو بوليوديّة تغنّي وتبكي. الأحداث لها اتّجاه واحد: النهاية دائماً سعيدة. وهي في ذلك، تشبه مواضيع الإنشاء التي كنّا نكتبها في المرحلة الابتدائية، حيث الخاتمة تأتي دائماً في مصلحة الخير/ البطل/العدالة، وكل ما يُراد لصقه بهذه الأطر. وقليلة هي الإنتاجات السينمائية الكئيبة النهاية، أو تلك التي ينتصر فيها الشر وملحقاته.
هذه الإنتاجات تلامس احياناً واقعنا، وأحياناً “تشطح” في التخيّل الذي يشكّل فسحة تفلّت من القوالب الحياتية المرافقة لنا. ولا بأس في ذلك.
***
لستُ مثاليّاً بقدرٍ كافٍ لأتقبّل النهايات السعيدة. إنّها لا تشبه عالمنا، بلادنا، يوميّاتنا، وحتّى الخلوة الذاتية التي نقيمها بشكل دائم. إنّها لا تشبه شيئاً من واقعنا… فتأتي “الخاتمة” دائماً خارج سياق الفيلم، وخارج أي سياق آخر. إنهّا ليست إلاّ تمنّيات – إسقاطات “المخرج” وفريق عمله على حياتنا. بغض النظر عن نواياه.
المخرَج من “النهايات السعيدة”، لا يكون بالضرورة بـ”النهايات الحزينة”.
***
الكثيرون يرفضون تلك المسارات المعلّبة والجاهزة في مخيّلات واستراتيجيّات المخرجين والمنتجين، والمعدّة للاستهلاك من قِبلنا.
إيجاد البدائل المعبّرة عن واقعنا، في الفن والثقافة والفكر، ضروري اليوم قبل الغد. لنرسم المسار و»النهاية« الخاصّين بنا، قبل أن يبتلعنا الماكدونالدز، وتخنقنا الأصوليّة بكل “شادوراتها”.
***
الأفق أوسع من مجرّد مسارين يرسمان حياتنا، ونهاياتنا!