التحدّي السياسي: سلاح لا يتقنه النظام

سلسلة  النضال السلمي: الطريق إلى الحريّة

الجزء الرابع: التحدّي السياسي، سلاح لا يتقنه النظام

التحدي السياسي يحدّد بذاته أدوات المعركة. هو رفض لاستخدام السلاح الذي يتقنه النظام. هو معركة بوسائل يصعب على النظام الحاكم مواجهتها. وهذا ما يزيد من زعزعة مؤسسات النظام وما يؤدّي إلى تخبّطه، فيقود رأس النظام ومجموعته المحيطة به للقيام بأخطاء تساهم في إضعافه أكثر فأكثر.

يقوم النضال السلمي على انتزاع القوّة من النظام، ومواجهته بأساليب لا يتقنها. فتجرّ النظام إلى ساحة حرب لا يملك فيها سلاحاً سوى ذاك السلاح القمعي، الذي كلّما ازداد استخدامه ضد الحركة السلميّة كلما ارتفعت خسائره.

من ناحية، مواجهة المدنيين العزل بالرصاص والقمع الوحشي، ستعرّي النظام أمام بقيّة الشرائح الاجتماعية. فتعزّز التضامن الشعبي بين الفئات المختلفة، بالإضافة إلى تعرية هذا النظام أمام الشعوب الأخرى التي ستتضامن وتتعاطف وتدعم مطالب الحركة السلميّة في مواجهة هذا النظام. أما من ناحية أخرى، فالنظام لا يملك سوى العنف لمواجهة حركة النضال السلميّة، ما يعني تورّطه أكثر فأكثر في استخدام العنف.

اليمن: الجميع ينخرط في الثورة

لا شكّ في أن تصاعد حركة النضال السلمي ومواجهتها بالعنف، سيكون لهما تأثيرهما الواسع على البنى التابعة للنظام، من أجهزة بوليسيّة وأمنيّة. وهذا ما يؤدي عادة إلى زعزعة استقرار النظام، خصوصاً وأن عدداً كبيراً من العناصر الأمنيّة في تلك الأجهزة سوف يتأثرون نفسياً من جرّاء توجيه الرصاص الحي إلى المدنيين السلميين. كذلك، سيؤدي الأمر إلى زعزعة هذه المؤسسات الأمنية، إذ سيرفض عدد كبير من عناصرها الانصياع للأوامر، بالإضافة إلى استقالة عدد كبير من الضباط والعناصر من أداء مهامهم، في حين قد تنضم مجموعات أخرى من هؤلاء إلى المدنيين في نضالهم اللاعنفي. فيسرّع ذلك من انهيار الأدوات القمعيّة المباشرة للنظام. وهذه النماذج، كانت قد برزت جليّة متابعة القراءة “التحدّي السياسي: سلاح لا يتقنه النظام”