الأمن اللبناني يكره التدوين!


“الأمن” يتحسس مسدّسه عند اشتمامه رائحة “الحريّة”


الأمن اللبناني يمارس الحريّة
الأمن اللبناني يمارس الحريّة

وأخيراً، وجد الأمن اللبناني ما يقوم به. خلع عنه بريستيجه والبذلة الأنيقة التي يستخدمها كفلكلور ديمقراطي، يزهو به أمام المدهوشين من الديمقراطية التوافقيّة. هي لحظة نشوة للنظام اللبناني. هي لحظة حسب بها الأمن بأنه “أمن”. خبرته الطويلة التي اكتسبها على أيدي البعث السوري ومخيّمات التدريب الأميركي تخوّله الخروج من الخزانة شاهراً “تذاكيه” وقوّته على الناس.
اليوم، تمر البلاد بهدنة هشّة بين الطوائف، بدأت مع المجيء بالجنرال ميشال سليمان، من ساحة حرب مخيم نهر البارد إلى سدّة الرئاسة. هذه الهدنة تعني في المقلب الآخر من النظام اللبناني: استحداث لائحة من الخطوط الحمراءالمحظّر المساس فيها، أو حتى المرور بجانبها.
في وقت سابق، كتبتُ مقالاً عن سلسلة الانتهاكات التي تتعرّض لها الحريّات العامة في البلاد (المقال هنا).
اليوم، يستكمل الأمن اللبناني سلسلة انتهاك الحريّات بوقاحة أكبر من قبل. إذ قام، الاسبوع الماضي، باستدعاء الصحافي ومحرر مدوّنة “جوعان”، والصديق خضر سلامة للتحقيق معه، لأنه “تسوّلت له نفسه” بالكتابة والتهكم على رئيس الجمهوريّة اللبنانية ميشال سليمان، إضافة لسلسلة مقالات عن رموز اخرى من النظام اللبناني الطائفي، السيء الذكر.
هذه المقالات ازعجت النظام برمّته. من رأس الهرم إلى أسفله. من رئاسة الجمهورية إلى آخر مُخبر في الجمهورية. لدرجة انّ رئاسة الجمهورية طلبت من أجهزة الأمن استجواب “جوعان”، واعلامه بأن كتاباته غير مقبولة، وهي فوق الخطوط الحمراء. عن أي خطوط حمراء يتكلّمون؟

غباء أبعد من الأفق

فكّر ضابط المكتب الثاني بأفضل طريقة لردع الحريّة بلباقة، وإبقاء الرئيس مبتسماً. صرخ “وجدتها”، في مكتبه. سيقوم باستدعاء “جوعان”، ويُخبره بضرورة التوقّف عن انتقاد رموز البلاد، وفي الوقت عينه ينصحه ببعض النصائح مثل “ركّز على الشعر. لديك الكثير من القصائد الجميلة”، قالها بصوت دافىء خبيث.
ربّما، لم يفكّر هذا الضابط، الذي ينتظر نهاية الشهر ليحصل على راتبه، ومن يقف خلفه من رئاسة جمهوريّة وغيرها، بأن خطوة كهذه، لن يزيد إلاّ من إزعاج النظام وأمنه ورموزه.
فكّر هؤلاء، في لحظة غباء، بأنّ استجواب سخيف سيُرعب من يتجرّأ عليهم. وكأنهم يريدون إطفاء النار ببرميل بارود. في الواقع هذا ما قام به هؤلاء.
معركة الحريّات تُستكمل. هُم لديهم كل الادوات العنفيّة، أما نحن لدينا حريّة نؤمن بها، وفكرة نحارب بها، ولأجلها. الأفكار لا تموت بالرصاص. على أعداء الحريّة أن يعرفوا ذلك.
***

المقال الذي كتبه “جوعان”، بدل أن يقرأه زوّار مدوّنته فقط، سيقرأه زوّار المدوّنات اللبنانيّة. هكذا، نفسح المجال أمام الرئيس وأجهزته لنوبة جديدة من الانزعاج، وقد يضطر عندها استجواب كل من يؤمن بالحريّة ويُدافع عنها.

نصائح جوعانية إلى ميشال سليمان

By جوعان

نصائح يوجهها جوعان، باسم نقابة لاعبي الداما، وباسم اتحاد مأرجلي معسل التفاح، إلى نصف رئيس شبه الجمهورية اللبنانية، ميشال سليمان، بحكم المعزة القائمة بين جوعان ورأس هرم السياسة اللبنانية المسؤولة عن التجويع، وبحكم الصداقة القديمة منذ أن كان سليمان مسؤولاً عن الأوامر بالمجازر التي ارتكبها الجيش تحت قيادته الميمونة الليمونة، سابقاً.

  1. نتوجه إلى سليمان بالشكر لقيامه بمداكشة الطيارات الميغ على طيارات هيلكوبتر، لأننا، لم نتعود أن يدمر الجيش اللبناني مخيماتنا، أو ضواحينا، بالطائرات الحربية، يعني خطوة خطوة، بعد الهراوات بالمظاهرات، والرصاص في الضاحية، والمدفعية بنهر البارد، فلنجرب الهيلكوبترات الحديثة في المعركة القادمة للجيش الباسل ضد الفقراء، ومن يعلم، في المستقبل يمكن للعماد سليمان الاستعانة بالقنابل النووية ضد عدوه، شعبه.
  2. ثانياً، اذا في مجال يعني، طالما أن المشكلة مع الميغ في كلفتها، وطالما أن الهيلكوبترات أيضاً ذات كلفة عالية، يمكننا مداكشة الهيلكوبترات بقناني فودكا زجاج، يمكن للجيش تكسير القناني على رؤوس الأعداء والقتال بأقل كلفة ممكنة.
  3. بما أن حضرتكم، وفخامتكم، وجلالتكم، مقتنع كغيرك من الأشاوس، أن لبنان لا حاجة به لا لدفاع، ولا لصناعة، ولا لزراعة، طالما السياحة فالحة فلاحة، يمكننا دائماً محارجة الروس على حبة مسك في الصفقة، مثلاً كم صبية روسية، نعرضها للاستثمار أمام الأخوة العرب.
  4. صديقي العزيز ميشال سليمان، طلب خاص من جوعان: يرجى في المرة القادمة عند مغادرتك للبلاد، أن تترك خبر للمواطنين أنك فليت، لأن صراحة بظل الصمت المطبق لحضرتك، ما عم نحس بالفرق بين وجودك وعدمه
  5. بخصوص وزرائك بالحكومة، يعني بالإعلام في واحد طارق ومطروق كل شي في حريات بالوطن، وبالداخلية بارود والع حكي وتنظير وقرط مواقف، وبالدفاع، مر ومرمر كل شي في احتمالات ببلد صالح للاستعمال.. ممكن من فترة لفترة تبقى تشتغل على ذوقك بالوزراء.
  6. هلق عن مواقفك بالسياسة، واضح جداً انك مع المقاومة بس ضد حزب الله، ومع سوريا بس ضمن اطار الصداقة مع اميركا، وضد السلام مع اسرائيل بس مع خيار المفاوضات معها، وأنك ضد الطائفية بس ضد الغائها، وأنك مع ريال مدريد بس داعم لبرشلونة.. يعني خياراتك واضحة جداً، ولا غبار عليها، فتحية.
  7. أما عن طاولة الحوار التي تمنى بالفشل كل مرة، لا أستطيع أن أحدد أين المشكلة في الطاولة، ربما في إجرين الطاولة، أو في نوعية خشبها، أو ربما يا فخامة السليمان، المشكلة في المتحاورين عليها.
  8. وطالما أن فخامتك يا رئيس البلاد والطوائف والأحزاب والمصارف، تطل علينا في كل مناسبة دينية لتبارك للبنانيين عموماً، والمسيحيين خصوصاً المسلمين منهم، بشي معين، يرجى أن تطل علينا في أول نيسان قريباً، في عيد الكذب، طالما أن أكبر كذبة صدقناها في السنوات الماضية، هي أن ثمة من ملأ الفراغ في رئاسة الجمهورية.

المدوّنات التي كتبت عن المسألة

مدوّنة نينار

مدوّنة تريلا

مدوّنة فرفحين

الاصوات العالمية

الكاتب: Hanibaael

Writer. Content Creator & Fire Performer

19 رأي حول “الأمن اللبناني يكره التدوين!”

  1. تحياتنا الغالية و العظيمة
    اما صديقي جوعان اسمحلي اعتبرك صديقي لانا جمعا على نفس المركب فا انت ما قصرت وعلى فكره هيدا رأي كل لبناني فهمان وصادق وواضح مع نفسة على الاقل .

    إعجاب

  2. شكلو من كتر ما حسدناكون على انكون واحة الحرية بالشرق الأوسط هيك صار! أو يمكن انتقلت عدوى القمع بالأوزموسيس من جيرانو (من عنا يعني)..

    شي مؤسف جداً, بس بنفس الوقت حلوة كتير الحركة اللي عاملينا لتتضامنو معو, رائعة !

    إعجاب

  3. شو بو الشعر؟ إذا بحبو الشعر، منكتب شعر، أنا كل فكري إنو بحبو إشيا تانية.. أًصلاً، الخطاب الرئاسي شعري، بعمق، وزجلي عند اللزوم.

    إنو مش ممكن، قانونياً، يرفع المواطن (جوعان) دعوة ضد الأجهزة الأمينة بتهمة الإزعاج؟

    بس مقابل هالشي، كمان، بعتقد أنو الخطاب النقدي، ضد الممارسة السياسية، ممكن يكون بطريقة أقل شخصانية، لأن أكيد، فخامتو، بيتمنى يكون دورو أقل هامشية، وملل، مما هوي هلق، لا بل يكون الحاكم الفعلي القوي (بإبتسامة) بس التوزان، أو ضرورات التوازن حططو بهالزاوية.
    كان ممكن يتعبر عن هالفكرة، مثلاً، بطريقة ألطف، وبتوصل المضمون كاملاً لا بل عقلاني أكتر .

    اكيد ضد يلي صار، ويلي صار مش مقبول، بس كمان، بما أنو حركة التدوين بطور المأسسة، لازم كمان تكون نقدية، تجاه نفسها بالأول، وما تكون عشائرية، بمعنى أنا ووخيي على إبن عمي، وأنا وإبن عمي على الغريب، وناصرت خيي ظالماً أو مظلوماً 😛

    هيدا مش دفاع عن الضابط يلي بحب الشعر، ولا يلي وراه، لأن يلي صار مقرف فعلاً (لدرجة إنو كان صعبة، قبل ما يصير، تتخيل إنو ممكن يصير؛ يمكن صدقنا إنو نحن بلد الحرية!)، متل كل شي عم يصير بهالبلد، بس كمان شوية موضوعية، ومصارحة، مفيدة بهيك لحظة.

    إعجاب

  4. شو بدك من الحكي بس قوية طالعة منه لل”جوعان” واكيد بتخلي خيال الصحراء هلي اجا عالرئاسة بالحظ يكشر عن سنانه وما تنسو مجزرة الجيش باوامر سليمان على طريق مار مخايل وكم شب قتل فيها ..واتمنى على الجميع ان يهزأ من الرؤساء وامنهم تضامنا مع المدون حتى ما يستسهلوها ويخدو شقلة

    إعجاب

  5. غباء أبعد من الأفق!!!

    ذكرتني يا هاني لما كانوا الضباط الشاميين يستدعوا الصحافيين و”يهزولون العصا”…

    …فهم لا يعرفون أن من يملك الأفكار الحرة…يعلو صوته أكثر مع كل “استجواب” أو مع كل “معركة إسكات”…

    فهم دائماً مرهونين لشخص ولطائفة ولرئيس….

    تيضل القلم ينبض يا صديقي!!!

    إعجاب

  6. يا اخوان نحن بلبنان منمشى طيازى ضد الدولة ولما بيكون واحد غريب منمشى معو حتى نخربو لذلك انا ما مستغرب كلام بعض الشباب المدود فى المدونات الملقحة هون وهون كلنا ننتقد لحد ما نوصل وبعدين مننسى وعفا الله عن النضال وكل اللى صدقو المناضلين والكلام الحلو اللى ما بيسمن ولا يغنى من جوع اعتقد انو لبنان حلو بالفوضى اللى مش موجودى او مقبولى فى بلد تانى فتجى الفوضوييى لعنا وبنحييى اعراس الفوضى الماجنة وبعدين لكل حادث حديث بتموت الناس تموت طالما انا ابنى عايش والمثل قال من بعد حمارى ما ينبت حشيش البلدان التانيى ما بتسمح بالفوضى عندها لانو بيعرفوا بالتجربة النتيجةواللبنانى كل عمرو هيك عايش بالفوضى وضيق الافق والربح السريع ما بهم فى وطن او ما فى مثل ما قال ابو سليم الطبل مرة انا يخلولى مصرياتى وعمرو ما يكون وطن .نعم السلطة مهترية نعم الحكام بضاعة لصوص ,وليش من جيبن مرة وتنين وتلاتة ومية معروف بالتجربة انو كما تكونوا يولى عليكم طيب , هذا بلد المشكل مش فى الجغرافيا المشكل فى الديموغرافيا لذلك فالج لا تعالج ما حدا ناوى يصلح كلون جماعة quick fix وخلصنا. خلينا نبيع الوطن ونرتاح بلكى بيصطلح حالومع غيرناونحن منذوق طعم اللجوء والكوزمويوليتانيةمثل غيرنا بلكى من صير نقدر قيمة الوطن والامن والنظام ورجل الامن ومنبطل سياسة لكيد طيزى بسلخ بيضاتى.

    إعجاب

  7. يعني ان الممارسات قد تطال اكثر من مدون . عليكم بتوحيد الكلمة ، وعندها لا يمكنهم زج الجميع في الزنازين

    إعجاب

  8. انت قلتها ..رائحة الحرية ……
    لا يمكن ان تحصر في مكان . وان اقفل عليها باب حتى لا تظهر , تشرع عليها ابواب اخرى .. لانها اكبر من ان تحصر في مكان معين …..
    مات من مات لاجلها , ولو كان هناك خوف منها , لما وصلنا الى المستوى من التعبير والتضامن في يومنا هذا …

    إعجاب

  9. How about divorcing the government-system?

    Don’t vote. Show them you do not recognize them. Show them you know voting is empowering them. Don’t threaten them. It is just giving them an excuse to implement their Patriot Act Police country.

    Politicians have very fragile ego’s. The one thing they hate is being ignored.

    إعجاب

أضف تعليق