عن قتل المحجّبة مروة الشربيني! / تعليق


في دفن مروة
في دفن مروة

كتب وقيل الكثير عن قتل المرأة المحجّبة مروة الشربيني في المانيا، من قبل أحد العنصريين الألمان. وفي هذا الخصوص، يجب عدم اغفال عدد من النقاط:

– التيارات اليمينيّة بأوروبا، من التيارات المتطرفة دينيّاً (مسيحيّاً)، والعرقيّات العنصرية (الآريين، النازيين الجدد..وغيرهم) لم تختفي، ولو لمرّة واحدة من أوروبا. ومتطرفيها يقومون بأعمال عنصريّة يوميّة تجاه كل من ليس أوروبي.. من مهاجرين، افارقة، يهود، عرب، مسلمين، لاتينيين..وغيرهم.

– موضوع العنصرية تجاه المسلمين، يدخل في دوّامة الفعل وردّة الفعل، والعكس صحيح. أي أن عنصريّة الأوروبيين تخلق ردات فعل لدى المسلمين، لذا نرى أن أكثر الحركات الاسلاميّة المتطرفة ناشطة بشكل واسع في أوروبا. ونشاطاتها تتأرجح بين بناء الجوامع ومؤسسات تربويّة وثقافيّة وإعلاميّة، وتهاجم “الغرب الكافر”.. فالتفجيرات التي قامت بها بعض الحركات الاسلاميّة في أوروبا ضد المدنيين، ماذا يمكن أن تكون مفاعيلها لدى الأوروبيين العنصريين؟ غير أنها تزيد من تطرف وعنصريّة هؤلاء، وتزيد من أعماله العدائيّة تجاه المسلمين.

– الاعلام والدين (والحمد للخالق الجبّار) يلعبان دوراً كبيراً في زيادة الحقن لدى الجميع. فهما خزان نفطي كبير لهذه النزعات العنصرية. فالكثير من الحركات الاسلامية تحلل لمسلمي أوروبا سرقة “الغرب الكافر”، وتبيح لهم فعل ما يريدون، من قتلهم والتعدّي عليهم. ومن جهة اخرى، تقوم الحركات العنصرية المسيحية او العرقية بالتحريض على كل المهاجرين (بينهم المسلمين)، وتبيح قتلهم والتعدّي عليهم، حفاظاً على “نقاوة اوروبا”.

– من جهة اخرى، الاسلاميون لم يستطيعوا رسم صورة جيّدة عن حالهم، لا عبر سياساتهم أو إعلامهم. ولم يستطيعوا مجاراة الاعلام الغربي الذي رسم الصورة التي يريد عن المسلمين. والأفلام الهوليوديّة مثلاً خير دليل على ذلك. (المدينة العربية او الاسلامية في الفيلم ليست الا مجرّد صحراء قاحلة يوجد فيها ناس متخلّفون عن كل شيء .. وأنهم مجرد شعوب بدويّة!!).
إضافة لموجة التفجيرات اللي قامت بها مجموعات دينية اسلامية، قدر الاعلام يستثمرها بشكل كبير في تعلبيه للصورة النمطيّة عن المسلمين.. وهم (اي المسلمين) لم يحاولوا تغيير هذه الصورة، ولو شكليّاً.

– العنصريّة مرفوضة أينما كانت. وهذه الحادثة مرفوضة نهائيّاً. وردة فعل العرب هي مجرّد ردة فعل آنية، منفعلة، غير مؤثّرة.. أي أن المسلمين بالعالم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، بسبب رسومات عن النبي العربي، وحينها برز شعار سطحي “..إلا رسول الله”، الذي يمكن تفسيره “قوموا بما تشاؤوا ضدنا، ولكن لا تقتربوا من رسول الله، ولا تمسّوا المقدّسات”. وهكذا صار. أثناء العدوان الصيهوني على غزة، الشعوب العربية تحرّكت بشكل خجول نسبة لتحرّكها ضد الرسوم الكاريكاتوريّة، وحتى بالنسبة لمظاهرات أوروبا الضخمة واليوميّة التي أدانت ورفضت الحرب.

– وأيضاً. إذا كان الكثير من مسلمي أوروبا يعتبرون “الغرب كافر..وهيدي الديباجة” لماذا لا يخرجون من أوروبا، ويعودوا لدولهم “المسلمة المؤمنة”؟ هكذا يوفّرون على أنفسهم الكثير من الجهد والخطابات ضد الغرب. فهم ضد الغرب ويعيشون منه. أعتقد المسألة في كان آخر.. الغرب، رغم “كفره” (حسب المسلمين)، يحترم الانسان. وأقله يحترم الانسان اكثر من اية دولة عربية او مسلمة.

الكاتب: Hanibaael

Writer. Content Creator & Fire Performer

4 رأي حول “عن قتل المحجّبة مروة الشربيني! / تعليق”

  1. الخطر الأكبر بتكبير الحكاية؛ متل ما قلت العنصرية وين ما كان، وعند الكل، ولا فرق بين عربي وأعجمي.. في العنصرية! بس حسب ما فهمت، من مقال كتبو عباس بيضون بالسفير، أنو حتى الآن مش مأكدين أنو سبب القتل، عرقي، وخاصة أنو بين القاتل والمقتولة قضية قضائية (مالية) حسمت لصالح الأخيرة.
    على أي حال، الخطر الأكبر، هوي بالقيمة يلي عم تعطى للموضوع، وخاصة من قبل الإعلام العربي (المتأسلم.. على طريقتو) وتبرز القيمة بشعار “شهيدة الحجاب”، يلي جمع -على سبيل المثال- بين المنار والعربية، وبعتقد الجزيرة إعتمدت التسمية نفسها.
    لهذه التسمية دلالة خطيرة، أولاً لأنها محاولة “تهييج” فارغة. وثانياً لأنها من من جديد محاولة لطبع الحجاب بالقدسية (وجعله يفوق أهمية الجسد نفسه، فهي مش شهيدة نفسها، وإنسانيتها، هي شهدة “الشقفة” يلي على راسها؛ الإضمحلال والإنحطاط ليس أكثر)، طالما أنو “الشهادة” مقدسة.. والمشكلة التانية من الجانب العربي -الإسلامي، هي التعميم، بحيث يصبح كل غربي عنصري، وهيدا يلي منفهمو مثلاً من رفع صور ميركل وكأنها هي يلي نفذت الجريمة.

    وأخيراً دائماً القهر العرقي في الغرب، وخاصة ما يسمى العداء للسامية، مرجعه الدراسات الإستشراقية، والأفكار المنمطة يلي بينشروها (ويلي حكيت عنها حضرتك)، وبعتقد مقال صبحي حديدي، بالقدس العربي وافي بهيدا المجال، و”يبرر” أي إعتداء.
    هيدا هوي
    http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=277725

    إعجاب

  2. لا شك ان عملية قتل الصيدلانية لانها ترتدي حجاب جريمة يشعة. لكن اتمنى من فقهاء السلفية ايضا عدم المناداة بقتل واهانة اختهم المسلمة وغير المسلمة لاتها لاترتدي حجاب اوكانت من غير طائفتم. ان مافعلته الجماعات الاسلامية في الجزائر من قبيل اغتصاب وقتل النساء اللواتي لا يرتدين حجابا هو اكبر بكثير فلنبدا باصلاح انقسنا اولا.

    إعجاب

  3. ما حدث في المانيا قد يحدث كل يوم في كل دقيقة و في اي بلد سواء كان بلد عربي ام اوروبي لكن الافظع ان التعصب الديني و الطائفي اصبح اداة العصر و سلاح ذو حدين يستخدمة الجميع و النتيجة وجود ضحايا من المؤكد ان معظمهم ليس لهم اي خلفية عن السبب الحقيقي الذي دفع بشخص اخر ان ياخذ قرار لانهاء حياتة …………………….. هذا ما يعرف بلعبة العصر لعبة ليس فيها رابح او خاسر فالجميع فيها خاسر و الانتصار يبقى دائما للتعصب و العنصرية .

    إعجاب

أضف تعليق