مشاهد بيروتيّة.. وتساؤلات


هاني نعيم

■ المشهد الأول
عندما كان المهندس اللبناني محمد صالح عائداً إلى بيروت، على متن إحدى الطائرات التابعة لطيران الشرق الأوسط، لمعت برأسه فكرة «لماذا لا أبني أرزة في وسط المياه؟» (أي على الساحل الفينيقي). أخذ المشروع حيزاً من النقاش بين اللبنانيين، بين مؤيد للفكرة ومعارض لها. ولكن يمكن «التساؤل» قليلاً، كل من يعرف عن سائر المشاريع المشابهة لمشروع الأرزة، يستطيع أن يستنتج أية فئة سترتاد «الأرزة»، وأية فئة ستستغل لبنائها وتسيير عملها.

■ المشهد الثاني
أصدر وزير الداخلية زياد بارود تعميماً يتيح لكل مواطن عدم التصريح عن القيد الطائفي في سجلات الأحوال الشخصية أو شطب هذا القيد. وقد تلقّف العلمانيون، المدنيون، اللاطائفيون وغيرهم من الخارجين عن إرادة طوائفهم هذا التعميم، وبدأوا بالمئات يتوالون على الدوائر الحكوميّة المعنيّة لشطب طائفتهم. أخيراً أصبح بإمكانهم أن يصبحوا مواطنين، في دولة تحترم إنسانيتهم بالحد الأدنى… فهل تستكمل هذه الخطوة بـ«علمانية أكثر» في أيامنا، أم سيكون أحفادنا أكثر حظاً ويتزوّجون مدنيّاً؟

■ المشهد الثالث
بعد تظاهرة الرابع عشر من شباط، عادت القنابل إلى الواجهة، بعد غياب ملحوظ. قنبلة في مكتب حزب «الفالانج»، أخرى قرب مكتب «القوات اللبنانية»، أخرى في الطيونة. وغيرها في مناطق متفرّقة منها عين الرمانة، الكولا، الجناح… فهل ينفجر «الوضع» قبل الانتخابات؟ أم خلالها؟

■ المشهد الرابع
اعتصم مساء الأحد الأخير من شباط، ولأوّل مرّة في بيروت، حوالى 150 ناشطاً من جمعيّة «حلم» التي تعنى بحقوق المثليين، وذلك احتجاجاً على العنف ضد الأقليّات في البلاد، من نساء وأطفال وعاملات أجنبيات ومثليين.
كان اعتصاماً سلميّاً. استطاع هؤلاء، ولو رمزيّاً، التأكيد على حقوقهم، التي يكفلها القانون. فهل يعترف المجتمع بحق هؤلاء؟

■ خلاصة

في أي مجتمع تمر هذه المشاهد خلال شهر واحد؟ سؤال برسم اللبنانيين وحداثتهم «البدائيّة».

عدد الخميس ٥ آذار ٢٠٠٩
جريدة الأخبار

الكاتب: Hanibaael

Writer. Content Creator & Fire Performer

فكرة واحدة بشأن "مشاهد بيروتيّة.. وتساؤلات"

أضف تعليق