عولمة اللبناني


هاني نعيم

من جديد، يؤكّد اللبنانيون التنازل عن البيروقراطية واسلوب السلحفاة، ويصرّون على مواكبة العولمة. في السابق، كلّفنا اتفاق الطائف 15 سنة من الحرب، ونحو 150 الف قتيل (مع العلم ان الاحصاﺀ هذا غير دقيق ونهائي)، عدا عن عدد المهجّرين والجرحى، وتدمير البنية التحتيّة والفوقية وما بينهما من بنى. ولكن بعد “ركوب” السرعة، ونقلِنا عن الشعب الياباني الشقيق تقنيّة الميكرو والنانو، فأصبح بإمكاننا افتعال “ميني” حرب اهليّة، تدوم لمدة اسبوع كأبعد تقدير، وعدد قتلاها لا يتعدّى 150 قتيلاً (احصاﺀ غير دقيق، كسابقه)، وبعض الجرحى هنا وهناك مع “كمشة” الخراب، هذه كلفة اتفاق الدوحة.

المفارقة ان اتفاق الطائف جاﺀ بقرار إخراج قائد الجيش حينها من قصر بعبدا، اما اتفاق اليوم فدعا الى ادخال قائد الجيش الحالي الى القصر، وهذا يعتبر من عناصر التحوّل في المشهد ككل.

اليوم، يمكننا ان نهنئ انفسنا، كشعب يحب “التقويص” والحياة و “التزمير”، لم يعد لدينا سقف واحد، فنحن شعب ذو سقفين- لهذه الساعة-، فلا احد يعرف ماذا ينتظرنا بعد الطائف والدوحة. وهذا ما يؤهلنا لنكون شعباً “بيحترم حالو”.

ولنصبح شعباً تحترمه الدول القريبة والبعيدة والذين لم يتركوا مناسبة الا ومارسوا الحنان علينا، ربّما يلزمنا سقف ثالث ورابع، وهذا يكون بداية ملامح بيت يجمعنا.

الفرق شاسع بين السرعة والتسرّع، علينا ألا نخلط كثيراً، وعلى حد تعبير جمعية اليازا “لا تسرع، فالموت اسرع” ودمتم.

جريدة البلد

الكاتب: Hanibaael

Writer. Content Creator & Fire Performer

أضف تعليق