من يمثّل لبنان؟


هاني نعيم

خلال الفترة القادمة، سيجتمع عدد من القادة العرب، على عادتهم دوريّاً (وربّما سريّاً وشهريّاً)، فيما يطلق عليه “قمة”، او تلّة، او ما يعادلها من شموخ اشتهروا به لفترات غابرة، فهُُم لا يجتمعوا الاّ في قمم، وهذه احدى فضائلهم.

 

لنعود الى هنا، حيث بلاد الارز.

بالاضافة الى مجموع الهموم التي تشغل بال عدد من المواطنين، اللبنانيين منذ اكثر من ربع قرن ونيّف، عموماً، كالفراغ على انواعه، والسلطات السياسيّة المتأرجحة بين اللاشرعية والتعطيل والتفريغ، والتوتّر الامني الذي يشوبه الحذر منذ سنوات عدّة، ما اضفى حذراً شعبيّاً في البلاد، ليس كمثله حذر.. تدخل اليوم قضيّة جديدة، حسّاسة، مصنّفة ساخنة اقليميّاً، الى حيّز الهمّ الذي يشغلهم؛ وبما انّنا لا نترك مناسبة او حدث ما، الاّ ونؤكّد على الديمقراطية التي نتمتع بها. فهي ليست فولكلوراً سياسيّاً، بل هي فعل عقيدة وممارسة.. وبالتالي سؤال يطرح ذاته تلقائيّاً، ودون مقدّمات، “من يمثّلنا في القمّة العربية؟”

 

مباشرةً، ودون ايّ تنبيه، وبما انّ الديمقراطية شغلنا الشاغل، نبدأ بتطبيقها توافقيّاً، بكل اشكال المحبّة اوّلاً، لنصبح بعد ذلك محور الحركة الدبلوماسيّة العربية والدوليّة ثانياً، ومعبراً لتجمهر المبادرات الخلاسيّة الجنسيّة ثالثاً، وهذا ما يؤّكد مرّة اخرى، ان لبنان نقطة تواصل بين الشرق والغرب.

 

ولأننا في صدد استقلالات لا تنتهي، نرفض كل اشكال المبادرات، فنحن اعرف بحالنا، ولن نسمح لأحد بمساعدتنا على اخذ القرارات المصيريّة المتعلّقة ببلادنا، والمفارقة ان توافقنا ديمقراطيّاً يؤدّي دوماً الى انقسام جديد، يمتاز بالحديّة، ونطلق عليه اعلاميّاً “انقسام حاد”. وهذا اقلّ ما يمكن القيام به تجاه اي قضية محوريّة بغض النظر عن كونها لا تقدّم ولا تؤخّر في مسيرتنا المريخيّة.

 

في حين ان السجال بين هؤلاء المواطنين حول الوفد الذي سيمثّل لبنان في القمة العربية يصل الى اوجّه؛ لحظ مواطنون عاديّون، غير هؤلاء، ان سعر المحروقات عاد ليحلّق من جديد، خارقاً سيادة جيوبهم التي تشكّل احد اشكال الفراغ في البلاد.

 

جريدة البلد

الكاتب: Hanibaael

Writer. Content Creator & Fire Performer

فكرة واحدة بشأن "من يمثّل لبنان؟"

  1. وزير الثقافة بتصور ، أو شي وزير لبناني حالياً في قصر الإمارات ، وانطلب صاحب رفيقتي طوارئ لحراسة الوفد اللبناني المرافق للوزير ، ونحن كممثلين للجمهورية في الخارج ، نتلقى يومياً سيل شتائم من الصبية لأن وزيرنا أخدلا صاحبا طوارئ .

    انو جد ، لشو الوفود ، الأمر بيسبب أزمة “حقيقية”، ما يتم الاكتفاء بعنصر واحد ، ونحنا كلنا ثقة بالمواطنين اللبنانين (وزراء وما دون) بإمكانية القيام بواجب التمثيل على أكمل وجه دون وفد عريض .

    مهضوم هاني .. البلوغ جميل ، خليك عم تتسكع .

    إعجاب

أضف تعليق